(٢) قال الشوكاني ﵀ في "السيل الجرار" (١/ ٤٧٩ - ٤٨٠) بتحقيقي: "أقول: من له حظ من علم السنة المطهرة ورزق نصيبًا من إنصاف يعلم أن جميع الأحاديث الواردة في التعوذ والتوجهات مصرحةٌ بأنه ﷺ كان يفعل ذلك بعد تكبيرة الافتتاح، وهذا مما لا يكاد أن يشكَّ فيه عارفٌ أو يخالطه فيه رَيْب، وكان يتوجه بعد التكبيرة ويتعوذ بعد التوجه قبل افتتاح القراءة، وقد ثبت عنه ألفاظٌ في التعوذ أيها فعل المصلي فقد فعل المشروع. وثبت عنه توجهات أيما توجَّه به المصلي فقد فعل السنة، ولكنه ينبغي للمتحري في دينه أن يحرِصَ على فعلِ أصحِّ ما ورد في التوجهات، وأصحُّها حديث أبي هريرة - رقم (٢٠/ ٦٨١) من كتابنا هذا - فهذا أصح ما ورد في التوجهات حتى قيل إنه قد تواتر لفظه فضلًا عن معناه، ثم فيه التصريحُ بأنه كان يتوجه بهذا في صلاته، ولم يُفَيَّدْ بصلاة الليل كما ورد في بعض التوجهات، فالعمل عليه والاستمرار على فعله هو الذي ينشرح له الصدر وينثلج به القلب، وإن كان جميع ما ورد من وجهٍ صحيح يجوزُ العمل عليه، ويصير فاعلُه عاملًا بالسنة مؤديًا لما شُرع له" اهـ. وانظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (٢٣/ ٤٠٣). (٣) زيادة من (جـ). (٤) في سننه رقم (٧٧٦) قلت: وأخرجه الترمذي رقم (٢٤٣) وابن ماجه رقم (٨٠٦) والحاكم (١/ ٢٣٥) والبيهقي (٢/ ٣٣ - ٣٤) وابن خزيمة رقم (٤٧٠). قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه. قلت: بل روي من غير هذا الوجه. كما أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي. والحديث صحيح والله أعلم. (٥) في سننه (١/ ٣٠٠) رقم (١٢). وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (١/ ١٣٥) رقم (٣٧٤): سمعت أبي، وذكر حديثًا رواه محمد بن الصلت، عن أبي خالد الأحمر عن حميد عن أنس عن النبي ﷺ في افتتاح الصلاة: سبحانك اللهم وبحمدك، وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه، فقال: هذا حديث =