للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عبد البر في التمهيد (١): "ما ذهب إليه الشافعي من حديث القلتين مذهب ضعيف من جهة النظر، غير ثابت من جهة الأثر، لأنه حديث تكلم فيه جماعة من أهل العلم، ولأن القلتين لم يوقف على حقيقة مبلغهما في أثر ثابت ولا إجماع". وقال في الاستذكار (٢): "حديث معلول ردَّه إسماعيل القاضي (٣) وتكلم فيه"، وقال الطحاوي (٤): "إنما لم نقل به لأن مقدار القلتين لم يثبت". وقال ابن دقيق العيد (٥): "هذا الحديث قد صحَّحه بعضهم وهو صحيح على طريقة الفقهاء، ثم أجاب عن الاضطراب. وأما التقييد بقلال هجر فلم يثبت مرفوعًا إلا من رواية المغيرة بن سقلاب (٦) عند ابن عدي (٧) وهو منكر الحديث، قال النفيلي (٨): لم يكن مؤتمنًا على الحديث، وقال ابن عدي (٩): لا يتابع على عامة حديثه.


(١) نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" (٢/ ١٠٢).
وقال في "التمهيد" (١/ ٣٢٩): " … وبعضهم يقول فيه: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث" وهذا اللفظ محتمل للتأويل، ومثل هذا الاضطراب في الإسناد، يوجب التوقف عن القول بهذا الحديث، إلى أن القلتين غير معروفتين، ومحال أن يتعبد الله عباده بما لا يعرفونه" اهـ.
(٢) قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (٢/ ١٠٢): (١٥٨٨ - وقد تكلم إسماعيل في هذا الحديث وردَّه بكثير من القول في كتاب "أحكام القرآن").
(٣) هو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، الأزدي، أبو إسحاق، قال الخطيب: "كان عالمًا متقنًا فقيهًا، شرح مذهب مالك، واحتج له وصنف "المسند" وصنَّف عُلوم القرآن، وجمعَ حديث أيوب، وحديثَ مالك. ثم صنَّف "الموطأ" وألف كتابًا في الرد على محمد بن الحسن، يكون نحو مئتي جُزءٍ ولم يكمل.
استوطن بغداد، وولي قضاءَها إلى أن توفي. وتقدم حتى صار علمًا، ونشرَ مذهبَ مالك بالعراق.
وله كتابُ "أحكام القرآن" لم يُسبَق إلى مثله، وكتاب "معاني القرآن" وكتاب في "القراءات". توفي سنة (٢٨٢ هـ).
[انظر: "تاريخ بغداد (٦/ ٢٨٤ - ٢٩٠) وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٣٩ - ٣٤٢)].
(٤) في شرح معاني الآثار (١/ ١٦).
(٥) في "شرح الإلمام" ولا يزال مخطوطًا.
(٦) المغيرة بن سقلاب: قال ابن حبان: "كان ممن يخطئ ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، فغلب على حديثه المناكير والأوهام، فاستحق الترك". وقال ابن حجر: "منكر الحديث". ["الميزان" (٤/ ١٦٣) و "المجروحين" (٣/ ٨)].
(٧) في "الكامل". (٦/ ٢٣٥٧).
(٨) كما في "الميزان" (٤/ ١٦٣).
(٩) في "الكامل" (٦/ ٢٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>