للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النووي (١): ينبغي أن يجمع بينهما فيقول كثيرًا كبيرًا.

قال الشيخ عز الدين بن جماعة: ينبغي أن يجمع بين الروايتين فيأتي مرة بالمثلثة ومرة بالموحدة، فإذا أتى بالدعاء مرتين فقد نطق [بما نطق] (٢) به النبي بيقين، وإذا أتى بما ذكره النووي لم يكن آتيًا بالسنة، لأن النبي لم ينطق به كذلك اهـ.

قوله: (ولا يغفر الذُّنوب إلا أنت) قال الحافظ (٣): فيه إقرار بالوحدانية واستجلاب للمغفرة وهو كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ (٤) فأثنى على المستغفرين وفي ضمن ثنائه [عليه] (٥) بالاستغفار لوّح بالأمر به كما قيل إن كل شيء أثنى الله على فاعله فهو آمر به، وكل شيء ذمَّ فاعله فهو ناه عنه.

قوله: (مغفرة من عندك) قال الطيبي (٦): ذكر التنكير يدل على أن المطلوب غفران عظيم لا يدرك كنهه ووصفه بكونه من عِنده مريدًا بذلك التعظيم، لأن الذي يكون من عند الله لا يحيط به وصف.

وقال ابن دقيق العيد (٧): يحتمل وجهين: (أحدهما) الإشارة إلى التوحيد المذكور كأنه قال: لا يفعل هذا إلا أنت فافعله أنت، (والثاني) وهو أحسن أنه أشار إلى طلب مغفرة متفضل بها لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، وبهذا الثاني جزم ابن الجوزي (٦).

قوله: (إنك أنت الغفور الرحيم) قال الحافظ (٨): هما صفتان ذكرتا ختمًا للكلام على جهة المقابلة لما تقدم، فالغفور مقابل لقوله اغفر لي، والرحيم مقابل لقوله ارحمني وهي مقابلة مرتبة.

والحديث يدل على مشروعية هذا الدعاء في الصلاة، ولم يصرح بمحله.

قال ابن دقيق العيد (٧): ولعل الأولى أن يكون في أحد موطنين: السجود أو التشهد لأنه أمر فيهما بالدعاء.


(١) في المجموع (٣/ ٤٥٣).
(٢) ما بين الخاصرتين سقطت من (جـ).
(٣) في "الفتح" (٢/ ٣٢٠).
(٤) سورة آل عمران: الآية ١٣٥.
(٥) زيارة من المخطوط (ب).
(٦) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣٢٠).
(٧) في "إحكام الأحكام" (٢/ ٧٨).
(٨) في "الفتح" (٢/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>