للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (أحيني) إلى قوله: (خيرًا لي) هذا ثابت في الصحيحين (١) من حديث أنس بلفظ: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني ما كانت الوفاة خير لي"، وهو يدل على جواز الدعاء بهذا، لكن عند نزول الضرر كما وقع التقييد بذلك في حديث أنس المذكور المتفق عليه (٢)، ولفظه [قال] (٣): قال رسول الله : "لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضرٍّ نزل به، فإن كان لا بد متمنيًا فليقل اللهم أحيني إلى آخره".

قوله: (خشيتك في الغيب والشهادة) أي في مغيب الناس وحضورهم، لأن الخشية بين الناس فقط ليست من الخشية لله بل من خشية الناس.

قوله: (وكلمة الحق في الغضب والرضا) إنما جمع بين الحالتين لأن الغضب ربما حال بين الإنسان وبين الصدع بالحق وكذلك الرِّضا ربما قاد في بعض الحالات إلى المداهنة وكتم كلمة الحق.

قوله: (والقصد في الفقر والغنى) القصد في كتب اللغة (٤): بمعنى استقامة الطريق والاعتدال وبمعنى ضد الإفراط وهو المناسب هنا، لأن بطر الغنى ربما جرَّ إلى الإفراط، وعدم الصبر على الفقر ربما أوقع في التفريط، فالقصد فيهما هو الطريقة القويمة.

قوله: (ولذة النظر إلى وجهك) فيه متمسك للأشعرية (٥) ومن قال بقولهم، والمسألة طويلة الذيل ومحلها علم الكلام، وقد أفردتها برسالة مطولة سميتها: (البغية في الرؤية) (٦).

قوله: (والشوق إلى لقائك) إنما سأله النبي لأنه من موجبات محبة الله للقاء عبده لحديث: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" (٧)، ومحبة الله تعالى لذلك من أسباب المغفرة.


(١) البخاري رقم (٦٣٥١) ومسلم رقم (٢٦٨٠).
(٢) البخاري رقم (٧٠٩) ومسلم رقم (١٩٠/ ٤٦٩) وقد تقدم آنفًا.
(٣) زيادة من المخطوط (أ).
(٤) انظر: "القاموس المحيط" (ص ٣٩٦).
(٥) تقدم التعريف بها.
(٦) رقم الرسالة (١٧) من "الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني" بتحقيقي.
(٧) أخرجه البخاري رقم (٦٥٠٨) ومسلم رقم (٢٦٨٦) من حديث أبي موسى الأشعري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>