للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابنُ ماجهْ) (١). [صحيح]

الحديث قد تقدم شرح ألفاظه في الباب الأول (٢) وساقه المصنف ههنا للاستدلال به على مشروعية قيام الإمام من موضعه الذي صلى فيه بعد سلامه.

وقد ذهب بعض المالكية إلى كراهة المقام للإِمام في مكان صلاته بعد السلام، ويؤيد ذلك ما أخرجه عبد الرزاق (٣) من حديث أنس قال: (صليت وراء النبي فكان ساعة يسلم يقوم، ثم صليت وراء أبي بكر فكان إذا سلم وثب فكأنما يقوم عن رضفة).

ويؤيده أيضًا ما سيأتي في باب لبث الإمام (٤) (أنه كان يمكث في مكانه يسيرًا قبل أن يقوم لكي ينصرف النساء) فإنه يشعر بأن الإسراع بالقيام هو الأصل والمشروع.

وقد عورض هذا بما تقدم من الأحاديث الدالة على استحباب الذكر بعد الصلاة وأنت خبير بأنه لا ملازمة بين مشروعية الذكر بعد الصلاة والقعود في المكان الذي صلى المصلي تلك الصلاة فيه لأن الامتثال يحصل بفعله بعدها سواء كان ماشيًا أو قاعدًا في محل آخر، نعم ما ورد مقيدًا نحو قوله: (وهو ثان


(١) في سننه رقم (٩٢٤)
وهو حديث صحيح.
(٢) الباب الخامس والأربعون: عند الحديث رقم (١٤٢/ ٨٠٣) من كتابنا هذا.
(٣) في (المصنف) (٢/ ٢٤٦) رقم (٣٢٣١): عبد الرزاق عن ابن جريج قال: حدثت عن أنس بن مالك قال: صليت وراء النبي وكان ساعة يسلِّم يقوم، ثم صلَّيت وراءَ أبي بكر فكان إذا سلَّم وثب، فكأنما يقوم عن رَضْفَة).
قلت: وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٨٢) من طريق عبد الله بن فروخ عن ابن جريج، وقال: تفرد به عبد الله بن فروخ.
قلت: - القائل الأعظمي - لم ينفرد به ابن فروخ، فقد رواه عن ابن جريج عبد الرزاق أيضًا كما ترى. إلا أنه قال: (حدثت عن أنس) وقال ابن فروخ: (ابن جريج عن عطاء عن أنس).
وأخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ١٤٦ - ١٤٧) مجمع الزوائد وقال الهيثمي: (وفيه عبد الله بن فروخ. قال إبراهيم الجوزجاني: أحاديثه مناكير، وقال ابن أبي مريم هو أرضى أهل الأرض عندي. ووثقه ابن حبان، وقال ربما خالف، وبقية رجاله ثقات) اهـ.
والخلاصة أن حديث أنس حديث ضعيف واللَّه أعلم.
(٤) الباب الثامن والأربعون عند الحديث رقم (١٥٧/ ٨١٨) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>