للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الزين بن المنيِّر (١): استدبار الإمام المأمومين إنما هو لحق الإمامة، فإذا انقضت الصلاة زال السبب واستقبالهم حينئذٍ يرفع الخيلاء والترفع على المأمومين.

والحديث الثاني: يدل على أن النبي كان يُقبل على من في جهة الميمنة، ويمكن الجمع بين الحديثين بأنه كان تارة يستقبل جميع المؤتمين، وتارة يستقبل أهل الميمنة، أو يجعل حديث البراء مفسرًا لحديث سمرة فيكون المراد بقوله: (أقبل علينا) أي على بعضنا، أو أنه كان يصلي في الميمنة فقال ذلك باعتبار من يصلي في جهة اليمين.

وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني قال: (صلى لنا صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس) الحديث أخرجه البخاري (٢)، والمراد بقوله: (انصرف) أي من صلاته أو مكانه، كذا قال الحافظ (٣) وهو على التفسير الأول من أحاديث الباب.

وكذا ذكره البخاري في باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم (٤).

ومن أحاديث الباب ما أخرجه البخاري (٥) عن أنس قال: (أخر رسول الله الصلاة ذات ليلة إلى شطر الليل ثم خرج علينا فلما صلى أقبل علينا بوجه).

١٥٢/ ٨١٣ - (وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ الأسْوَدِ [] (٦) قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَ: فَصَلَّى بِنا صلاةَ الصُّبْحِ، ثمَّ انْحَرَفَ جالِسًا فاسْتَقْبَلَ الناسَ بِوَجْهِهِ وَذَكَرَ قصَّةَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذيْن لمْ يُصَلِّيا، قالَ: وَنَهَضَ النَّاسُ إلى رَسُول اللَّهِ وَنَهَضْتُ مَعَهُمْ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَشَبُّ الرِّجَال وأجْلَدُهُ، قال: فَمَا زِلْتُ أزحمُ النَّاسَ حتى وَصَلْتُ إلى رَسُولِ الله فَأخَذْتُ بيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا إما على وَجْهِي أَوْ صَدْرِي، قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَطْيَبَ وَلَا أَبْرَدَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ ،


(١) ذكره الحافظ ابن حجر في (الفتح) (٢/ ٣٣٤).
(٢) في صحيحه رقم (١٠٣٨).
قلت: وأخرجه مسلم رقم (٧١).
(٣) في (الفتح) (٢/ ٥٢٣).
(٤) رقم الباب (١٥٦/ ٣٠٧) ورقم الحديث (٨٤٦).
(٥) في صحيحه رقم (٨٤٧).
(٦) زيادة من (جـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>