للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سمع الله لمن حمده) فقال رجل من ورائه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: (رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول).

ولم يذكر العطاس ولا زاد: (كما يحب ربنا ويرضى).

وزاد أَن ذلك عند الرفع من الركوع.

فيجمع بين الروايتين بأن الرجل المبهم في رواية البخاري هو رفاعة كما في حديث الباب.

ولا مانع أن يكني عن نفسه إما لقصد إخفاء عمله أو لنحو ذلك.

ويجمع أيضًا بأن عطاسه وقع عند رفع رأسه.

قوله: (بضع) البضع: ما بين ثلاث إلى التسع أو إلى الخمس، أو ما بين الواحد إلى الأربعة، أو من أربع إلى تسع أو سبع: كذا في القاموس (١). قال الفراء (٢): ولا يذكر البضع مع العشرين إلى التسعين وكذا قال الجوهري (٣).

والحديث يرد ذلك.

قوله: (أيهم يصعد بها) في رواية البخاري (٤) (يكتبها) وفي رواية للطبراني (يرفعها).

قال الحافظ (٥): وأما أيهم فرويناه بالرفع وهو مبتدأ خبره يكتبها، ويجوز النصب بتقدير ينظرون إليهم، وعند سيبويه (٦) أَي موصولة، والتقدير الذي هو يكتبها وقد استشكل تأخير رفاعة إجابة النبي حتى كرر سؤاله ثلاثًا مع أن إجابته واجبة عليه بل وعلى من سمع رفاعة فإنه لم يسأل المتكلم وحده.

وأجيب بأنه لما لم يعين واحدًا بعينه لم تتعين المبادرة بالجواب من المتكلم


(١) القاموس المحيط ص (٩٠٨).
(٢) قال الفراء في (معاني القرآن) (٢/ ٤٦) البضع: ما دون العشرة.
(٣) في الصحاح (٣/ ١١٨٦).
(٤) في صحيحه رقم (٧٩٩).
(٥) في (الفتح) (٢/ ٢٨٦).
(٦) في (الكتاب) (٢/ ٤١٩).
وذكره الحافظ في (الفتح) (٢/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>