للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المرور أن يدنو منه فيشغله. وضعف الهجري في نوادره (١) الضم مطلقًا (٢).

قوله: (بين المرء ونفسه) أي قلبه وكذا هو للبخاري (٣) من وجه آخر في "بدء الخلق".

قال الباجي (٤): بمعنى أنه يحول بين المرء وبين ما يريده من إقباله على صلاته وإخلاصه فيها.

قوله: (لما لم يكن يذكر) أي لشيء لم يكن على ذكره قبل دخوله في الصلاة، وهو أعم من أن يكون من أمور الدنيا أو الآخرة. وهل يشمل ذلك التفكر في معاني الآيات التي يتلوها لا يبعد ذلك لأن غرضه نقص خشوعه وإخلاصه بأي وجه كان كذا قال الحافظ (٥).

قوله: (حتى يضِل الرجل) بضاد مكسورة، كذا وقع عند الأصيلي: ومعناه يجهل. قال الحافظ في الفتح (٦): وعند الجمهور بالظاء المشالة بمعنى: يصير أو يبقى أو يتحير.

قوله: (إن يدري كم صلى) بكسر الهمزة وهي التي للنفي بمعنى لا.

وحكى ابن عبد البر عن الأكثر فتح الهمزة ووجهه بما تعقبه عليه جماعة.

قال القرطبي (٧): ليست رواية الفتح بشيء إلا مع الضاد فيكون أن مع الفعل بتأويل المصدر مفعولًا لضل بإسقاط حرف الجر: أي يضل عن درايته.

وفي رواية للبخاري (٨) "لا يدري كم صلى".


(١) النوادر لأبي علي الهجري، هارون بن زكريا. المتوفى في القرن الثاني الهجري. طبع له: "التعليقات والنوادر" بتحقيق: حمود عبد الأمير الحمادي، في بغداد عن وزارة الثقافة والإعلام ودار الرشيد سنة ١٩٨٠ م في مجلدين.
["معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" (ص ٤٣٤) رقم ١٤٠٨)]. وانظر كلام الهجري في: "فتح الباري" (٢/ ٨٦).
(٢) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (١/ ٢٣٤): يخطِر: بكسر الطاء، كذا ضبطناه عن المتقنين، وسمعناه - من أكثر الرواة بالضم، والكسر هو الوجه، ومعناه: يوسوس.
وأما بالضم، فمن السلوك والمرور، أي: حتى يدنو ويمر بين المرء ونفسه. اهـ.
(٣) في صحيحه رقم (٣٢٨٥).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٨٦).
(٥) في "الفتح" (٢/ ٨٦).
(٦) (٢/ ٨٦).
(٧) في "المفهم" (٢/ ١٧).
(٨) في صحيحه رقم (١٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>