للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (إذا كانت الشمس من ههنا، يعني من المشرق مقدارها من صلاة العصر من ههنا قبل المغرب).

المراد من هذا أنه صلى ركعتي الضحى ومقدار ارتفاع الشمس من جهة المشرق كمقدار ارتفاعها من جهة المغرب عند صلاة العصر، وفيه تبيين وقتها.

قوله: (حتى إذا كانت الشمس، إلى قوله: قام فصلى أربعًا).

المراد: إذا كان مقدار بُعد الشمس من مشرقها [كمقدار] (١) بُعدها من مغربها عند صلاة الظهر قام فصلى ذلك المقدار.

قوله: (إذا زالت الشمس) هذا تبيين لما قبله.

وفيه دليل على استحباب أربع ركعات إذا زالت الشمس.

قال العراقي: وهي غير الأربع التي هي سنّة الظهر قبلها.

وممن نص على استحباب صلاة الزوال الغزالي في الإحياء (٢) في كتاب الأوراد (٣).

ويدل على ذلك ما رواه أبو الوليد بن مغيث الصفار عن عبد الملك بن حبيب قال: بلغني عن ابن مسعود "أن رسول الله قال: ما من عبد مسلم يصلي أربع ركعات حين تزول الشمس قبل الظهر يحسن فيها الركوع والسجود والخشوع يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب" وذكر حديثًا طويلًا.

ورواه الطبراني (٤) موقوفًا على ابن مسعود.


(١) في المخطوط (ب): (بمقدار).
(٢) (١/ ٣٣٧).
(٣) وهو الكتاب العاشر من إحياء علوم الدين، وبه اختتم ربع العبادات.
• إحياء علوم الدين: أثار ضجة كبيرة من الناس، بين مادح له وقادح. وقد حلَّله تحليلًا علميًّا رائعًا شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (١٠/ ٥٥) حيث قال: "الإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوًا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتابه وقالوا: مرضه (الشفاء) يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترَّهاتهم، وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة" اهـ.
(٤) في المعجم الكبير للطبراني: (ج ٩ رقم ٩٩٤٢).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٣١ - ٢٣٢) وقال: "وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>