للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي حديث عقبة الآتي (١) "حتى تطلع الشمس بازغة".

وذلك يبين أن المراد بالطلوع المذكور في حديث الباب وغيره الارتفاع والإضاءة لا مجرد الظهور، ذكر معنى ذلك القاضي عياض (٢).

قال النووي (٣): وهو متعين لا عدول عنه للجمع بين الروايات، وقد ورد مفسرًا في بعض الروايات بارتفاعها قدر رمح.

قوله: (فإنها تطلع بين قرني شيطان) قال النووي (٤): قيلَ: المراد بقرني الشيطان: حزبه وأتباعه.

وقيل: غلبة أتباعه وانتشار فساده.

وقيل: القرنان ناحيتا الرأس وأنه على ظاهره.

قال: وهذا الأقوى. ومعناه أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون لها من الكفار كالساجدين له في الصورة، وحينئذٍ يكون له ولشيعته تسلط ظاهر وتمكن من أن يلبسوا على المصلين صلاتهم فكرهت الصلاة حينئذٍ صيانة لها كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشيطان.

وفي رواية لأبي داود (٥) والنسائي (٦): "فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار (٧) ".


(١) برقم (٩٩١) من كتابنا هذا.
(٢) في إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٢٠٣) حيث قال: "حتى تشرق: بيان أنه ليس المراد بالطلوع ظهور قرصها، وإنما هو ارتفاعها وإشراقها … ".
• وقال القاضي عياض في "المشارق" ص ٢٤٩: ويقال: شرقت الشمس وأشرقت وشروقها طلوعها وإشراقها إضاءتها وامتداد ضوءها ومنه النهي عن الصلاة حتى تشرق الشمس، وضبطه بعضهم: تشرق من شرقت إذا طلعت ويؤيد ما في الرواية الأخرى حتى تطلع الشمس" اهـ.
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ١١١).
(٤) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ١١٢).
(٥) في سننه رقم (١٢٧٧).
(٦) في السنن الكبرى (٢/ ٢١٣ رقم ١٥٥٦).
صحيح دون جملة "جَوْف الليل" كما تقدم.
(٧) انظر: معالم السنن للخطابي (١/ ٢٨٩ - مع السنن).

<<  <  ج: ص:  >  >>