للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن العربي: مالك أسعد قيلًا وأهدى سبيلًا انتهى.

ويدلّ على هذه التفرقة ما رواه الطبراني (١) من حديث عائشة في آخر حديث لها، وفيه قال: "مَنْ سَهَا قبلَ التمامِ فليسجد سجدتي السهو قبل أن يُسلِّم، وإذا سها بعدَ التمامِ سجدَ سجدتي السهو بعد أن يُسلم".

ولكن في إسناده عيسى بن ميمون المدني المعروف بالواسطي (٢)، وهو وإن وثقه حماد بن سلمة وقال فيه ابن معين مرّة: لا بأس به، فقد قال فيه مرّة: ليس بشيء، وضعفه الجمهور.

(القول الرابع): أنه يستعمل كل حديث كما ورد وما لم يرد فيه شيء يسجد قبل السلام، وإلى ذلك ذهب أحمد بن حنبل (٣) كما حكاه الترمذي (٤) عنه، وبه قال سليمان بن داود الهاشمي من أصحاب الشافعي (٥)، وأبو خيثمة (٦).


(١) في الأوسط رقم (٧٥٩٣).
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ١٥٣) وقال: " … وفيه عيسى بن ميمون واختلف في الاحتجاج به وضعفه الأكثر". اهـ.
(٢) قال عبد القدوس بن محمد نذير في تحقيقه لمجمع البحرين (٢/ ١٦٧): "قلت: هكذا قال الهيثمي في هذا الإسناد، وفيه نظر، فمن الرواة من يسمى عيسى بن ميمون في هذه الطبقة ثلاثة:
١ - عيسى بن ميمون المدني مولى القاسم - (تهذيب التهذيب (٣/ ٣٧٠).
٢ - وعيسى بن ميمون أبو سلمة الخواص.
٣ - وعيسى بن ميمون المكي ابن داية.
فأما الأولان، فضعيفان متروكان باتفاق.
وأما عيسى بن ميمون بن داية، فهو ثقة بالاتفاق ولم يؤخذ عليه، إلا أنه يرى القدر (راجع تهذيب التهذيب) - (٣/ ٣٦٩ - ٣٧٠) - والجرح (٦/ ٢٨٧) والمجروحين (٢/ ١١٨، ١٢٠) واللسان والميزان).
وبقي الكلام من المراد به في هذا الإسناد من هؤلاء الثلاثة، فالمراد به هو ابن داية، فإن ابن أبي حاتم صرح في ترجمة حاتم بن عبيد الله بأنه روى عن عيسى بن ميمون المكي، فتعين به أنه المراد.
وعلى هذا فالحديث إسناده حسن والله أعلم". اهـ.
(٣) المغني لابن قدامة (٥/ ٤١٢).
(٤) في السنن (٢/ ٢٣٨).
(٥) المجموع شرح المهذب (٤/ ٤١ - ٤٢).
(٦) حكاه عنه ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>