للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التي مات فيها المغيرة بن شعبة، وهي سنة خمسين من الهجرة على المشهور.

قال الخطيب (١): أجمع العلماء على ذلك، وقيل: ولد قبل وفاته بسنة.

والحديث الثاني في إسناده إبراهيم بن إسماعيل، قال أبو حاتم الرازي (٢): هو مجهول.

قوله: (حتى يتنحى)، لفظ أبي داود (٣): "حتى يتحوّل".

قوله: (أيعجِز) بكسر الجيم.

قوله: (يعني: السبحة) أي التطوّع.

والحديثان يدلان على مشروعية انتقال المصلي عن مصلاه الذي صلى فيه لكل صلاة يفتتحها من أفراد النوافل.

أما الإِمام فبنصّ الحديث الأوّل وبعموم الثاني.

وأما المؤتمّ والمنفرد فبعموم الحديث الثاني وبالقياس على الإِمام.

والعلة في ذلك تكثير مواضع العبادة كما قال البخاري (٤) والبغوي (٥)، لأن مواضع السجود تشهد له كما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤)[الزلزلة: ٤]، أي تخبر بما عمل عليها.

وورد في تفسير (٦) قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾ [الدخان: ٢٩]: "إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلَّاه من الأرض ومصعد عمله من السماء".

وهذه العلة تقتضي أيضًا أن ينتقل إلى الفرض من موضع نفله.


(١) حكاه عنه الحافظ في "فتح الباري" (٢/ ٣٣٥).
(٢) في الجرح والتعديل (٢/ ١٥٥) رقم الترجمة (٥١٨): ولم يورد كلمة مجهول. بل قال: يعد في المدنيين.
(٣) في سننه رقم (١٠٠٦).
(٤) انظر: "الفتح" (٢/ ٣٣٦).
(٥) في تفسيره (٨/ ٥٠٢).
(٦) في جامع البيان للطبري (١٣/ ج ٢٥/ ١٢٤ - ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>