(٢) وردت أحاديث ضعيفة وضعيفة جدًّا في علم الموتى في قبورهم بحال أهليهم وأقاربهم في الدنيا. والمعلوم أن الحديث الضعيف لا تقوم به حجة. من هذه الأحاديث. ما أخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٦٥) أخبرنا سفيان عمَّن سمعَ أنس بن مالك يقول: قال النبي ﷺ: "إنَّ أعمالَكُم تُعْرضُ على أقاربكم وعشائِرِكم من الأمواتِ، فإن كان خيرًا، استبشروا به، وإن كان غيرَ ذلك، قالوا: اللهمَّ لا تُمِتهم حتى تهديهم كما هديتنا". إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين سفيان وأنس. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد. وحكم عليه الألباني ﵀ في "الضعيفة" رقم (٨٦٣) بالضعف. (ومنها) ما أخرجه الطبراني في الكبير رقم (٣٨٨٧) و (٣٨٨٨) والأوسط رقم (١٤٨) عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله ﷺ قال: "إنَّ نفسَ المؤمن إذا قبضتْ تلقاها أهل الرحمة من عبادِ الله، كما تلقونَ البشيرَ من أهل الدُّنيا، فيقولونَ: أَنظِروا صاحبكم يسترح، فإنه في كَرْبٍ شديد، ثم يسألونَهُ: ما فعل فلان، وفلانةٌ هل تزوجتْ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبلَهُ، فيقول: أَيْهَاتَ، قد ماتَ ذاكَ قبلي، فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذُهِبَ به إلى أُمِّهِ الهاويةِ، بِئْسَتِ الأمُّ، وبئستِ المربِّية". وقال: "إنَّ أعمالكم تعرضُ على أقاربكم وعشائِرِكم من أهلِ الآخرةِ، فإنْ كانَ خيرًا فرحوا واستبشروا، وقالوا: اللهم هذا فضلكَ ورحمتكَ، فأتمم نعمتكَ عليه، وأمتْهُ عليها، ويُعرض عليهم عملُ المسِيء فيقولونَ: اللهم ألهِمْهُ عملًا صالحًا ترضَى به، وتُقَرِّبُهُ إليك". وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٢٧) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسلمة بن عليّ وهو ضعيف. قلت: مسلمة بن علي الخُشني، أبو سعيد الشامي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: "لا يشتغل به، وقال ابن عدي: عامة أحاديث غير محفوظة. التاريخ الكبير (٧/ ٣٨٨) والمجروحين (٣/ ٣٣) والجرح والتعديل (٨/ ٢٦٨) والمغني (٢/ ٦٥٧) والميزان (٤/ ١٠٩) والخلاصة ص ٣٧٧. • قلت: ورواه - أي الحديث - سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم به. ذكره ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٣٦) في ترجمة سلام الطويل وقال: "روى عن الثقات الموضوعات". =