للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ولكنه قد اختلف عن الثلاثة فنقل عنهم القول بالكراهة ونقل عنهم عدمها.

واستدلوا بحديث الباب وما ذكرناه في معناه، وهي [تقوّي] (١) بعضها بعضًا.

وذهب أكثر أهل العلم كما قال العراقي إلى عدم الكراهة منهم من تقدم ذكره في رواية أبي داود (٢). ورواه ابن أبي شيبة (٣) عن سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وعطاء، وابن سيرين، والحسن، وعمرو بن دينار وأبي الزبير وعكرمة بن خالد المخزومي.

ورواه الترمذيّ (٤) عن ابن عمر وغيره. قال (٥): وبه يقول أحمد (٦) وإسحاق.

وأجابوا عن أحاديث. الباب أنها كلها ضعيفة وإن كان الترمذي قد حسن حديث معاذ بن أنس وسكت عنه أبو داود فإن فيه من تقدم ذكره.

٣٩/ ١٢١٧ - (وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُسْرٍ قالَ: جاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقابَ النَّاسِ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ يَخْطُبُ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ الله : "اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ"، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٧) وَالنَّسائِيُّ (٨) وأحْمَدُ (٩)، وَزَادَ: "وآنَيْتُ"). [صحيح]


(١) في المخطوط (ب): (يقوي).
(٢) في السنن (١/ ٦٦٥).
(٣) في المصنف (٢/ ١١٨ - ١١٩).
(٤) في سننه رقم (٢/ ٣٩١).
(٥) أي الترمذي في السنن (٢/ ٣٩١).
(٦) قال ابن قدامة في "المغني" (٣/ ٢٠١ - ٢٠٢): "ولا بأس بالاحتباء والإمام يخطب، … والأولى تركه لأجل الخبر، وإن كان ضعيفًا - قلت: بل حسنًا - ولأنه يكون متهيئًا للنوم والوقوع وانتقاض الوضوء، فيكون تركه أولى. والله أعلم.
ويحمل النهي في الحديث على الكراهة، ويحمل أحوال الصحابة الذين فعلوا ذلك على أنهم لم يبلغهم الخبر والله أعلم" اهـ.
• وقال ابن المنذر في "الأوسط" (٤/ ٨٤): "قال أبو بكر: فإن ثبت هذا الحديث فالقول به واجب، وإن لم يثبت فلا بأس بالحبوة والإمام يخطب" اهـ.
قلت: وقد ثبت الحديث كما تقدم ولله الحمد، فيصار إلى أن الحبوة والإمام يخطب مكروهة، والله أعلم.
(٧) في سننه رقم (١١١٨).
(٨) في سننه رقم (٣/ ١٠٣).
(٩) في المسند (٤/ ١٨٨)، (٤/ ١٩٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>