للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله (١) في أخرى من حديث جابر: "فإنَّ الشيطان لا يفتح غَلَقًا ولا يَحُل وِكاءً، ولا يكشف إناءً، وإن الفُوَيْسِقَةَ تُضْرِم على الناس بيتهم أو بيوتهم". وأخرجها أيضًا مسلم (٢) والترمذي (٣) وابن ماجه (٤).

وفي رواية (٥) له أيضًا عن جابر قال: "كنا مع النبي فاستسقى، فقال رجل من القوم: ألا نسقيك نبيذًا؟ قال: بلى فخرج الرجل يشتد فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله : " ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودًا". وأخرجها أيضًا مسلم (٦).

قوله: (أوك سقاءك) الوكاء (٧): ككساء، رباط القربة، وقد وكأها وأوكأها: أي ربطها.

قوله: (وخمِّر إناءك) التَّخْمير (٨): التَّغْطِية.

قوله: (ولو أن تعرض عليه عودًا، أي تضعه على العرض وهو الجانب من الإِناء، من عرض العود على الإِناء والسيف على الفخذ يعرِضه ويعرُضه فيهما).

قوله: (وباء) الوباء: محركة، الطاعون أو كل مرض عام. قاله في القاموس (٩).

والحديث يدل على مشروعية التبرك بذكر اسم الله عند إيكاء السقاء وتخمير الإِناء وكذلك عند تغليق الباب وإطفاء المصباح، كما في الروايات التي ذكرناها. وقد أشعر التعليل بقوله: (فإن الشيطان … ) إلى آخره أن في التسمية


(١) أي لأبي داود في سننه رقم (٣٧٣٢).
(٢) في صحيح (٣/ ١٥٩٤ رقم ٩٦/ ٢٠١٢).
(٣) في سننه (٤/ ٢٦٣ رقم ١٨١٢) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٤) في سننه (٢/ ١١٢٩ رقم ٣٤١٠). وهو حديث صحيح.
(٥) في سننه رقم (٣٧٣٤).
(٦) في صحيحه (٣/ ١٥٩٣ رقم ٢٠١٠).
قلت: وأخرجه البخاري (١٠/ ٧٠ رقم ٥٦٠٥ ورقم ٥٦٠٦).
(٧) النهاية (٥/ ٢٢٢ - ٢٢٣).
(٨) النهاية (٢/ ٧٧).
(٩) المحيط ص ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>