للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (اللهمّ اشهد) إنما قال ذلك لأنه كان فرضًا عليه أن يبلغ، فأشهد الله تعالى على أداء ما أوجبه عليه.

قوله: (فربّ مبلَغ) بفتح اللام: أي ربّ شخص بلغه كلامي فكان أحفظ له وأفهم لمعناه من الذي نقله له.

قال المهلب (١): فيه أنه يأتي في آخر الزمان من يكون له من الفهم والعلم ما ليس لمن تقدمه إلا أن ذلك يكون في الأقلّ لأن ربّ موضوعة للتقليل.

قال الحافظ (٢): هي في الأصل كذلك إلا أنها استعملت في التكثير بحيث غلب على الاستعمال الأوّل.

قال: لكن يؤيد أن التقليل هنا مراد أنه وقع في رواية للبخاري (٣) بلفظ: "عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه".

وقوله: (أوعى من سامع)، نعت لمبلغ، والذي يتعلق به ربّ محذوف، وتقديره يوجد أو يكون، ويجوز على مذهب الكوفيين في (أن) ربّ اسم أن تكون هي مبتدأ، وأوعى: الخبر، فلا حذف ولا تقدير.

قوله: (فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض).

قال النووي في شرح مسلم (٤): في معناه سبعةُ أقوالٍ:

(أحدُها): أن ذلك كفر في حقّ المستحِلِّ بغير حقّ.

(والثاني): المراد كفرُ النعمة وحقّ الإسلام.

(والثالثُ): أنه يَقْرُبُ من الكفر ويؤدّي إليه.

(والرابع): أنه فِعلٌ كفعل الكفَّار.

(والخامس): المرادُ حقيقةَ الكفر، ومعناه لا تكفرُوا بل دومُوا مسلمينَ.

(والسَّادسُ): حكاهُ الخطابي (٥) وغيره أن المراد بالكفار: المتكفرون بالسلاح، يقال: تكفَّر الرجل بسلاحه إذا لبسَهُ.


(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٣/ ٥٧٦).
(٢) في "الفتح" (٣/ ٥٧٦).
(٣) في صحيحه رقم (٦٧).
(٤) في معالم السنن (٥/ ٦٣ - مع السنن).
(٥) (٢/ ٥٥ - ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>