للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيحه (١)، وضعف بعض الحفاظ حديث عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير، ولكنه لا وجه للتضعيف بهذا؛ فقد أخرج مسلم حديثه عن يحيى، واستشهد بحديثه البخاري عن يحيى أيضًا. وفي الترغيب والترهيب (٢) أن في إسناده عياض بن هلال أو هلال بن عياض وهو في عداد المجهولين. وأخرجه ابن السكن (٣) وصححه، وابن القطان (٤) من حديث جابر بلفظ: "إذَا تَغَوّطَ الرَّجُلانِ فَلْيتوارَ كُلُّ واحِدٍ منهما عَنْ صَاحِبِهِ ولا يتحدَّثَا"، قال الحافظ ابن حجر (٥): وهو معلول.

والحديث يدل على وجوب ستر العورة وترك الكلام؛ فإن التعليل بمقت الله [تعالى] (٦) يدل على حرمة الفعل المعلل ووجوب اجتنابه؛ لأن المقت هو البُغض كما في القاموس (٧)، وروي أنه أشد البُغض.

وقيل: إن الكلام في تلك الحال مكروه فقط، والقرينة الصارفة إلى معنى الكراهة الإجماع على أن الكلام غير محرَّم في هذه الحالة، ذكره الإِمام المهدي في الغيث (٨)، فإن صح الإِجماع صلح للصرف عند القائل بحجيته ولكنه يبعد حمل النهي على الكراهة ربطه بتلك العلة.

قوله: (يضربان الغائط) يقال: ضربت الأرض إذا أتيت الخلاء، وضربت في الأرض إذا سافرت، روي ذلك عن ثعلب. والمراد هنا يمشيان إلى الغائط.

قوله: (كاشفين) قال النووي (٩): "كذا ضبطناه في كتب الحديث وهو منصوب على الحال، قال: ووقع في كثير من نسخ المهذب "كاشفان"، وهو


= أصلُه من البصرة: صدوق يغلَط. وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب" اهـ.
(١) انظر: "رجال صحيح مسلم" (٢/ ١١٠ - ١١١ ت ١٢٧٦).
(٢) (١/ ١٩١ - ١٩٢ رقم ٢٥٧).
(٣) و (٤) عزاه إليهما ابن حجر في "بلوغ المرام" رقم (٩/ ٨٥) بتحقيقي.
(٥) في "بلوغ المرام" رقم (٩/ ٨٥) بتحقيقي.
(٦) زيادة من (أ) و (ب).
(٧) "القاموس المحيط" ص ٢٠٥.
(٨) هو "الغيث المدرار المفتح لكمائم الأزهار" شرح على كتاب "الأزهار في فقه الأئمة الأطهار" للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الحسني. (مخطوط) (وهو من كتب الزيدية).
(٩) في "المجموع" (٢/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>