للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث الثاني هو مرسل كما قال المصنف (١)، وأكثر ألفاظه في الصحيحين، وقد تقدم ما في الباب من الأحاديث.

قوله: (على الظِراب) (٢) بكسر المعجمة وآخره موحدة جمع ظرب بكسر الراء وقد تسكن، قيل: هو الجبل المنبسط الذي ليس بالعالي.

وقال الجوهري (٣): الرابية الصغيرة.

قوله: (اللهمّ حوالَينا) بفتح اللام وفيه حذف تقديره اجعل أو أمطر، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور.

قوله: (ولا علينا) فيه بيان للمراد بقوله "حوالينا"، لأنها تشمل الطرق التي حولهم، فأراد إخراجها بقوله: "ولا علينا".

قال الطيبي (٤): في إدخال الواو هنا معنى لطيف، وذلك لأنه لو أسقطها لكان مستسقيًا للآكام وما معها فقط ودخول الواو يقتضي أن طلب المطر على المذكورات ليس مقصودًا لعينه، ولكن ليكون وقاية من أذى المطر، فليست الواو محصلة للعطف ولكنها للتعليل كقولهم: تجوع الحرّة ولا تأكل بثديها، فإن الجوع ليس مقصودًا لعينه، ولكن [ليكون] (٥) مانعًا من الرضاع بأجرة، إذ كانوا يكرهون ذلك أنفًا، انتهى.

والحديث الأوّل يدلّ على استحباب الدعاء بما اشتمل عليه عند الاستسقاء.

والحديث الثاني يدلّ على استحباب الدعاء بما فيه عند نزول المطر.


(١) قلت: بل موصول ولكن سنده ضعيف. وشطره الأخير ثابت. كما تقدم.
(٢) النهاية (٣/ ١٥٦).
(٣) في "الصحاح" (١/ ١٧٤).
(٤) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٠٥).
(٥) زيادة من المخطوط (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>