للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على حَيّ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَطَلَبَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَضَرَبَهُ فأخْطَأهُ وأصابَ نَفْسهُ، فَقالَ رَسُولُ الله : "أَخوكُمْ يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ"، فابْتَدَرَهُ النَّاسُ فَوَجَدُوهُ قَدْ ماتَ، فَلَفَّهُ رَسُولُ الله بِثِيابِهِ وَدِمائِهِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ، فَقالُوا: يا رَسُولَ الله أَشَهيدٌ هُوَ؟ قالَ: "نَعَمْ، وَأنا لَهُ شَهيدٌ"، رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ) (١). [ضعيف]

الحديث سكت عنه أبو داود (٢) والمنذري (٣)، وفي إسناده سلام بن أبي سلام وهو مجهول.

وقال أبو داود بعد إخراجه عن سلام المذكور: إنما هو عن زيد بن سلام عن جَده أبي سلام، انتهى. وزيد ثقة.

قوله: (فلفه رسول الله بثيابه ودمائه) ظاهره أنه لم يغسله ولا أمر بغسله، فيكون من أدلة القائلين بأن الشهيد لا يغسل كما تقدم، وهو يدل على أن من قتل نفسه في المعركة خطأ حكمه حكم من قتله غيره في ترك الغسل.

وأما من قتل نفسه عمدًا فإنه لا يغسل عند العترة (٤) والأوزاعي (٥) لفسقه لا لكونه شهيدًا.

قوله: (وصلى عليه) فيه إثبات الصلاة على الشهيد، وسيأتي الكلام على ذلك (٦).

قوله: (قال نعم إلخ) فيه أن من قتل نفسه خطأ شهيدٌ.

وقد أخرج مسلم (٧) والنسائي (٨) وأبو داود (٩) عن سلمة بن الأكوع قال:


(١) في سننه رقم (٢٥٣٩).
(٢) في السنن (٣/ ٤٥).
(٣) في المختصر (٣/ ٣٨٣).
وهو حديث ضعيف.
(٤) البحر الزخار (٢/ ٩٥).
(٥) حكاه عنه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٤٠٩).
(٦) الباب الثاني عند الحديث رقم (٢/ ١٤٠١) من كتابنا هذا.
(٧) في صحيحه رقم (١٢٤/ ١٨٠٢).
(٨) في سننه رقم (٣١٥٠).
(٩) في سننه رقم (٢٥٣٨) مختصرًا.
وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>