للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (يشُوصُ) بضمِّ المعجمةِ [وبسكونِ] (١) الواوِ، وشاصَهُ يشوصُهُ، وماصَهُ يموصُهُ إذا غسلَهُ، والشَّوصُ بالفتحِ: الغَسْلُ والتنظيفُ، كذا في الصحاحِ (٢). وقيلَ: الغَسْلُ. وقيلَ: التنقيةُ. وقيلَ: الدلكُ. وقيلَ: الإمرارُ على الأسنانِ من أسفلَ إلى فوقَ، وعكسَهُ الخطابيُّ (٣) فقالَ: هو دلكُ الأسنانِ بالسواكِ أو الأصابعِ عرضًا.

والحديثُ يدلُّ على استحباب السواكِ عندَ القيامِ منَ النومِ لأنهُ مقتضٍ لتغيُّرِ الفمِ لما يتصاعدُ إليه من أبخِرَةِ المَعِدَةِ، والسواكُ ينظِّفُهُ ولهذا أرشدَ إليه. وظاهرُ قولهِ منَ الليلِ ومنَ النومِ العمومُ لجميع الأوقاتِ. قالَ ابنُ دقيقِ العيدِ (٤): ويحتملُ أن يخصَّ بما إذا قامَ إلى الصلاةِ، قالَ الحافظُ (٥): ويدلُّ عليه روايةُ البخاري (٦) بلفظ: "إذا قام للتهجُّدِ"، ولمسلم (٧) نحوُهُ" انتهى. فيحمَلُ المطلَقُ على المقيدِ، ولكنه بعدَ معرفةِ أن العِلَّةَ التنظَيفُ لا يتمُّ ذلكَ لأنه مندوبٌ إليه في جميعِ الأحوالِ.

٦/ ١٢٣ - (وعَنْ عائشةَ أن النَّبيَّ كانَ لا يَرْقُدُ لَيْلًا وَلا نَهارًا فَيَسْتَيقظُ إلَّا تَسَوَّكَ. رَوَاهُ أحْمَدُ (٨) وأبُو دَاودَ) (٩). [حسن. دون قوله: "ولا نهار"]

الحديثُ أخرجَهُ أيضًا ابن أبي شيبة (١٠) وقد تقدم الكلام عليه وعلى فقهه في الذي قبله.


(١) في (ب) و (جـ): (وسكون).
(٢) للجوهري (٣/ ١٠٤٤).
(٣) في "أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري" (١/ ٢٩٣).
(٤) في "إحكام الأحكام" (١/ ٦٧).
(٥) في "فتح الباري" (١/ ٣٥٦).
(٦) في صحيحه (٣/ ١٩ رقم ١١٣٦) من حديث حذيفة.
(٧) في صحيحه (١/ ٢٢٠ رقم ٤٦/ ٢٥٥) من حديث حذيفة.
(٨) في المسند (٦/ ١٢١).
(٩) في السنن (١/ ٤٧ رقم ٥٧).
وهو حديث حسن دون قوله: "ولا نهار".
(١٠) في "المصنف" (١/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>