للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (أو قال: في مسجد جماعة)، قيل: فيه دليل لمذهب أبي حنيفة (١) وأحمد (٢) المتقدم.

قوله: (بعض نسائه)، قال ابن الجوزي: ما عرفنا من أزواج النبي من كانت مستحاضة. قال: والظاهر أن عائشة أشارت بقول: من نسائه، أي من النساء المتعلقات به، وهي أم حبيبة بنت جحش أخت زينب.

ولكنه يرد عليه ما وقع في البخاري (٣) في كتاب الاعتكاف بلفظ: "امرأة مستحاضة من أزواجه"، ووقع في رواية سعيد بن منصور عن عكرمة أن أمّ سلمة كانت عاكفة وهي مستحاضة، وهذه الرواية تفيد تعيينها.

وقد حكى ابن عبد البر (٤) أن بنات جحش الثلاث كن مستحاضات: زينب وحمنة وأم حبيبة.

ويدل على ذلك ما وقع عند أبي داود (٥) عن عائشة أنها قالت: "استحيضت زينب بنت جحش"، وقد عد مغلطاي (٦) في المستحاضات: سودة بنت زمعة، وقد روى ذلك أبو داود (٧) تعليقًا، وذكر البيهقي (٨) أن ابن خزيمة أخرجه موصولًا، فهذه ثلاث مستحاضات من أزواج النبيّ .

قوله: (من الدم)، أي: لأجل الدم.

والحديث يدل على جواز مكث المستحاضة في المسجد وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث، ويلحق بها دائم الحدث ومن به جرح يسيل، وقد تقدم البحث عن ذلك.


(١) البناية في شرح الهداية (٣/ ٧٤٦).
(٢) المغني (٤/ ٤٦١).
(٣) في صحيحه رقم (٢٠٣٧) من حديث عائشة.
(٤) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (١/ ٤١١).
(٥) في سننه رقم (٢٩٢) وهو حديث صحيح.
(٦) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (١/ ٤١١).
(٧) أخرجه أبو داود بإثر الحديث رقم (٢٩٢) حيث قال الألباني: صحيح دون قوله: زينب بنت جحش، والصواب أم حبيبة بنت جحش.
(٨) في السنن الكبرى (١/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>