للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا حاجًّا أوْ مُعْتَمِرًا، أوْ غَازِيًا في سَبِيلِ الله ﷿ فإنَّ تَحْتَ البَحْرِ نارًا، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا". رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ (١) وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُور (٢) في سُنَنِهِمَا). [منكر]

١٩/ ١٨٠١ - (وَعَنْ أبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيّ قالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أصْحابِ النَّبِيِّ : وَغَزْوَنا نَحوَ فارِسَ، فَقالَ: قالَ رَسُولُ الله: "مَن بَاتَ فَوْقَ بَيْتٍ لَيْس لَهُ إجَّارٌ فَوَقَع فَمَاتَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذّمَّةُ، وَمَنْ رَكِب البَحْرَ عِنْدَ ارْتجَاجِهِ فَمَاتَ بَرِئَتْ مِنْهُ الذّمَّةُ". رَوَاهُ أحْمَدُ (٣). [إسناده ضعيف]


(١) في سننه رقم (٢٤٨٩).
قلت: وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٣٣٤) من طريق بشر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
قال الألباني في "الضعيفة" رقم (٤٧٨): "وهذا سند ضعيف، فيه جهالة واضطراب.
أما الجهالة فقال الحافظ في "التقريب": بشر، وبشير، مجهولان.
وأما الاضطراب فقد بينه المنذري في "مختصر السنن" (٣/ ٣٥٩) فقال؛ "في الحديث اضطراب رُويَ عن بشير هكذا، وروي عنه أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو، ورُوي عنه، عن رجل عن عبد الله بن عمرو، وقيل غير ذلك".
وقال الخطابي: ضعفوا إسناده، وقال البخاري: ليس هذا الحديث بصحيح.
وخلاصة القول: أن الحديث ضعيف منكر، والله أعلم.
• ولا يقويه أنه روي الشطر الأول منه من حديث أبي بكر، بلفظ: "لا يَركبُ البحرَ إلا غازٍ أو حاجّ أو معتمرٌ".
أخرجه الحارث بن أسامة في المسند (رقم ٣٥٩ - بغية الباحث) وفي إسناده: الخليل بن زكريا. قال الحافظ في "التقريب" (١/ ٨٨): إنه متروك.
وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (٢/ ٢٠): "يحدث عن الثقات بالبواطيل". وخلاصة القول: أن الحديث ضعيف منكر، والله أعلم.
• قال الألباني في "الضعيفة" (١/ ٦٩٢ - ٦٩٣): "قلت: ولا يخفى ما في هذا الحديث من المنع من ركوب البحر في سبيل طلب العلم، والتجارة، ونحو ذلك من المصالح التي لا يعقل أن يصدَّ الشارع الحكيم الناس عن تحصيلها بسبب مظنون ألا وهو الغرق في البحر، كيف والله تعالى يمتن على عباده بأنه خلق لهم السفن، وسهل لهم ركوب البحر بها … فقال: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (٤٢)﴾ [يس: ٤١، ٤٢].
أي السفن على القول الصحيح الذي رجحه القرطبي وابن كثير وابن القيم وغيرهم.
ففي هذا دليل على ضعف هذا الحديث، وكونه منكرًا. والله أعلم.
(٢) لم أقف عليه؟!
(٣) في المسند (٥/ ٧٩) بسند ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>