للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رِوَايَةٍ للبُخارِيّ (١): "وَقُلْ عُمْرَةٌ وَحَجَّةٌ"). [صحيح]

قوله: (أفرد الحجّ) قد تقدَّم أن رواية الإِفراد غير منافية لرواية القِران، لأن من روى القران ناقل للزيادة، وغاية الأمر أنه يجمع بأنه أهلّ بالحجّ مفردًا ثم أضاف إليه العمرة.

وأما قول ابن عمر: "أهللنا مع رسول الله بالحجّ مفردًا"، فليس فيه ما ينافي قول من قال: إن حجه كان قرانًا أو تمتعًا، لأنه أخبر عن إهلالهم جمع رسول الله ولم يخبر عن إهلاله .

قوله: (يقول لبيك عمرة وحجًا)، هو من أدلة القائلين بأن حجه كان قرانًا.

وقد رواه عن أنس جماعة من التابعين منهم: الحسن البصري، وأبو قلابة، وحميد بن هلال، وحميد بن عبد الرحمن الطويل [وقتادة] (٢) ويحيى بن سعيد الأنصاري، وثابت البناني، وبكر بن عبد الله المزني، وعبد العزيز بن صهيب، وسمليمان، ويحيى بن أبي إسحاق، وزيد بن أسلم، ومصعب بن سليم، وأبو قدامة عاصم بن حسين، وسويد بن حجر الباهلي.

قوله: (خرجنا نصرخ بالحج) فيه حجة للجمهور (٣) القائلين أنه يستحب رفع الصوت بالتلبية.

وقد أخرج مالك في الموطأ (٤) وأصحاب السنن (٥) وصححه الترمذي (٦) وابن خزيمة (٧) والحاكم (٨) من طريق خلاد بن السائب عن أبيه مرفوعًا: "جاءني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي يرفعون أصواتهم بالإِهلال".


(١) في صحيحه رقم (٧٣٤٣).
(٢) في المخطوط (ب): (وأبو قتادة).
(٣) المغني (٥/ ١٠٠ - ١٠١).
(٤) (١/ ٣٣٤ رقم ٣٤).
(٥) أبو داود رقم (١٨١٤) والترمذي رقم (٨٢٩) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي رقم (٢٧٥٣) وابن ماجه رقم (٢٩٢٢).
(٦) في السنن (٣/ ١٨٣).
(٧) في صحيحه رقم (٢٦٢٥).
(٨) في المستدرك (١/ ٤٥٠) وقال: هذه الأسانيد كلها صحيحة وليس يعلل واحد منها الآخر، ووافقه الذهبي.
وخلاصة القول: أن الحديث صحيح، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>