للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (بلحى جمل) بفتح اللام وحكي كسرها وسكون المهملة وفتح الجيم والميم موضع بطريق مكة كما وقع مبينًا في الرواية الثانية (١).

وذكر البكري في معجمه (٢) أنه الموضع الذي يقال له بئر جمل، وقال غيره: هو عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا.

ووهم من ظن أن المراد به لحى الجمل، الحيوان المعروف وأنه كان آلة الحجم.

وجزم الحازمي (٣) وغيره بأن ذلك كان في حجة الوداع.

قوله: (في وسط) بفتح المهملة، أي متوسطه وهو ما فوق اليافوخ فيما بين أعلى القرنين.

قال الليث (٣): كانت هذه الحجامة في فاس الرأس.

قال النووي (٤): إذا أراد المحرم الحجامة لغير حاجة فإن تضمنت قطع شعر فهي حرام، وإن لم تتضمنه جازت عند الجمهور (٥) وكرهها مالك (٦).

وعن الحسن فيها الفدية وإن لم يقطع شعرًا، فإن كان لضرورة جاز قطع الشعر وتجب الفدية، وخص أهل الظاهر (٧) الفدية بشعر الرأس.

وقال الداوودي (٨): إذا أمكن مسك المحاجم بغير حلق لم يجز الحلق.

واستدل بهذا الحديث على جواز الفصد وربط الجرح والدمَّل وقطع العرق وقلع الضرس وغير ذلك من وجوه التداوي إذا لم يكن في ذلك ارتكاب ما نهي المحرم عنه من تناول الطِّيب وقطع الشَّعر ولا فدية عليه في شيء من ذلك.

قوله: (بالأبواء) أي وهما نازلان بها، وفي رواية بالعرج، بفتح أوّله وإسكان ثانيه قرية جامعة قريبة من الأبواء.


(١) البخاري في صحيحه رقم (٥٦٩٨).
(٢) في معجم ما استعجم (١/ ٣٩٣، ٩٥٥).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٥١).
(٤) في شرحه لصحيح مسلم (٨/ ١٢٣).
(٥) المغني (٥/ ١٢٦ - ١٢٧).
(٦) التسهيل (٣/ ٩٣٠).
(٧) المحلى لابن حزم (٨/ ٢٥٧ مسألة ٨٧٤).
(٨) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٤/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>