للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (حتى بلغ الجمار) يعني المكان الذي ترمى فيه الجمار، والجمار هي الحصى الصغار التي يرمى بها الجمرات.

قوله: (فوضع أصبعيه السبابتين)، زاد في نسخة لأبي داود في "أذنيه"، وإنما فعل ذلك ليكون أجمع لصوته في إسماع خطبته، ولهذا كان بلال يضع أصبعيه في صماخي أذنيه في الأذان، وعلى هذا ففي الكلام تقديم وتأخير، وتقديره فوضع أصبعيه السبابتين في أذنيه حتى بلغ الجمار.

قوله: (ثم قال) يحتمل أن يكون المراد بالقول القول النفسي كما قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ في أَنفُسِهِمْ﴾ (١)، ويكون المراد به هنا النية للرمي.

قال أبو حيان (٢): وتراكيب القول الست (٣) تدل على معنى الخفة والسرعة، فلهذا عبر هنا بالقول.

قوله: (بحصى الخذف) قد قدمنا في كتاب العيدين أنه بالخاء والذال المعجمتين.

قال الأزهري (٤): حصى الخذف صغار مثل النوى يرمى بها بين أصبعين.


(١) سورة المجادلة: الآية (٨).
(٢) في كتابه "البحر المحيط" (٨/ ٢٢) عند شرحه لقوله تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ [النور: ١٥].
(٣) قال الإمام الشوكاني في الرسالة (٢٠١) ضمن "الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني" (١٢/ ٦٠٣٣ - ٦٠٣٤).
[تقلبات: ق ول]: ومنه تركيب: (ق ول، ق ل و، وق ل، ول ق، ل ق و، ل وق)، فالمعنى الجامع لهذه التراكيب: وهو الخفوق والحركة. فالقول: يخف به الفم واللسان، وهو ضد السكون. والقِلْو: بكسر القاف وسكون اللام: حمار الوحش، وفيه خفة وإسراعٌ، ومنه قَلَوْتُ الشيءَ لأنَّه إذا قُلي خفَّ وجَفَّ. والوَقِل محركًا الوَعِل لحركته وخِفته.
وولَقَّ يلق: إذا أسرع وقوي وقرئ: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ [النور: ١٥]. أي تسرعونه.
واللُّوقةُ الزُّبْدُ لخفته وإسراع حركتهِ. واللِّقْوةُ بكسر اللام وسكون القاف من أسماء العُقاب لسرعة طيرانِه، ويقال للناقة السريعةِ اللِّقاحِ: لِقْوة؛ لأنها أسَرعَتْ إلى ماء الفحلِ فقَبِلَتْهُ ولم تَنْبُ نُبُوَّ العَاقرِ" اهـ.
(٤) في تهذيب اللغة (٧/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>