للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعم حديث: "من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي" (١)، الذي سيأتي إن صح فهو الحجة في المقام.

واستدلوا ثانيًا بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (٢) الآية.


= عن أبي هريرة، عن رسول الله قال: "ما من أحدٍ يُسَلِّم عليَّ، إلَّا ردَّ الله ﷿ إليَّ روحي حتى أرُدَّ ".
وهو حديث حسن.
(١) أخرجه الدارقطني (٢/ ٢٧٨ رقم ١٩٢) والبيهقي (٥/ ٢٤٦) وقال: تفرد به حفص وهو ضعيف، وابن عدي في الكامل (٢/ ٣٨٢) من حديث ابن عمر.
قلت: حفص بن سليمان الكوفي، تركه أحمد وأبو حاتم والنسائي في رواية. وقال البخاري ومسلم: تركوه. وقال النَّسَائِي في رواية: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
[التاريخ الكبير (١/ ٢/ ٣٦٣) والجرح والتعديل (٣/ ١٧٣) والكامل: (٢/ ٧٨٨) والمجروحين (١/ ٢٥٥) والميزان (١/ ٥٥٨ - ٥٥٩)].
وأخرجه الطبراني في الأوسط أيضًا رقم (٢٨٧) وفي الكبير (ج ١٢ رقم ١٣٤٩٦) وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٢) وقال: وفيه عائشة بنت يونس، ولم أجد من ترجمها.
• "قلت: ذكرها ابن حبان في الثقات (٨/ ٥٢٨) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مجهولة. وقال عن حديثها: باطل - الرد على الأخنائي ص ١٤٤.
وذكرها ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص ٧٣ وقال: مجهولة. لم تشتهر من حالها عند أهل العلم ما يوجب قبول روايتها، ولا يعرف لها ذكر في غير هذا الحديث".
[الفرائد على مجمع الزوائد (ص ٣٨٣ - ٤٨٤)].
• قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (٢/ ٥٠٨): "وهذان الطريقان ضعيفان. أما حفص: فهو ابن سليمان، ضعيف الحديث، وإن كان أحمد قال فيه: صالح. وأما رواية الطبراني ففيها من لا يعرف" اهـ.
وخلاصة القول: أن الحديث باطل، والله أعلم.
(٢) سورة النساء، الآية (١٠٠) وتمامها: ﴿ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾. انظر: روح المعاني للألوسي (٥/ ١٢٩).
وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ٢٣١): أي: ومن خرج من منزله بنية الهجرة، فمات في أثناء الطريق؛ فقد حصل له من الله ثواب من هاجر. كما ثبت في الصحيحين -[البخاري رقم (١) ومسلم رقم (١٩٠٧) - إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>