للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (مع أبي) بفتح الهمزة وكسر الموحدة الخفيفة يعني أبا بكر الصديق، واستفيد من ذلك أن وقت البعث كان في سنة تسع عام حجة أبي بكر بالناس.

وقد استُدِلَّ بالحديثين على أنه لا يحرم على من بعث بهدي شيء من الأمور التي تحل له، وبه قال الجمهور.

قال [ابن عبد البر] (١): خالف ابن عباس (٢) في هذا جميع الفقهاء.

وتعقب بأنه قد قال بمقالته جماعة من الصحابة كابن عمر رواه عنه ابن أبي شيبة (٣) وابن المنذر، وقيس بن سعد رواه عنه سعيد بن منصور (٤) وابن المنذر أيضًا، وعلي وعمر رواه عنهما ابن أبي شيبة (٥) وابن المنذر أيضًا.

ومن غير الصحابة النخعي وعطاء وابن سيرين وآخرون كما قال ابن (٦) المنذر، ونقل الخطابي (٧) عن أصحاب الرأي مثل قول ابن عباس: وهو خطأ عنهم كما قال الحافظ (٨) - وإلى مثل قول ابن عباس ذهبت الهادوية (٩)، وليس في


(١) كذا في المخطوط (أ) وفي المخطوط (ب): (ابن التين) وكذلك في "الفتح" (٣/ ٥٤٦).
(٢) أما أثر ابن عباس فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف رقم (١٢٧٢١ - دار التاج الدار السنية).
عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير أنه رأى ابن عباس وهو أمير على البصرة في زمن علي متجردًا على منبر البصرة فسأل الناس عنه، فقالوا: إنه أمر بهديه أن يقلد فلذلك تجرد، فلقيت ابن الزبير فذكرت له ذلك فقال: بدعة ورب الكعبة".
وهو أثر صحيح.
(٣) في المصنف رقم (١٢٧٢٠ - دار التاج) وابن المنذر كما في "الفتح" (٣/ ٥٤٦) عن نافع أن ابن عمر كان إذا بعث بالهدي يمسك عما يمسك عنه المحرم غير أنه لا يلبي".
وهو أثر صحيح.
(٤) عزاه إليه الحافظ في "الفتح" (٣/ ٥٤٦).
(٥) في المصنف رقم (١٢٧١٩ - دار التاج) بسند ضعيف.
وقال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٥٤٦) وروى ابن أبي شيبة من طريق محمد بن علي بن الحسين عن عمر وعلي أنهما قالا في الرجل يرسل ببدنته: أنه يمسك عما يمسك عنه المحرم"، وهذا منقطع.
(٦) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٣/ ٥٤٦).
(٧) في معالم السنن (٢/ ٣٦٦ - مع السنن).
(٨) في "الفتح" (٣/ ٥٤٦).
(٩) البحر الزخار (٢/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>