للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والراوي له عن عبادة إسحاق بن يحيى (١) ولم يدركه.

ويشهد له ما أخرجه عبد الرزاق (٢) عن ابن عباس عن النبي بلفظ: "إذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع".

وما أخرجه ابن عدي (٣) من حديث أنس بلفظ: "قضى رسول الله في الطريق الميتاء التي تؤتى من كل مكان"، فذكر الحديث.

قال في الفتح (٤): وفي كل من الأسانيد الثلاثة مقال، اهـ. ولكن يقوي بعضها بعضًا فتصلح للاحتجاج بها كما لا يخفى.

قوله: (إذا اختلفتم) في لفظ للبخاري (٥): "إذا تشاجروا"، وللإسماعيلي (٦): "إذا اختلف الناس في الطريق"، وزاد المستَمْلِي (٦) بعد ذكر الطريق فقال: "الميتاء".

قال الحافظ (٧): ولم يتابع عليه وليست محفوظة في حديث أبي هريرة، وإنما ذكرها البخاري في الترجمة مشيرًا بها إلى الأحاديث التي ذكرناها كما جرت بذلك قاعدته.

قوله: (سبعة أذرع) قال في الفتح (٧): الذي يظهر أن المراد بالذراع ذراع الآدمي فيعتبر ذلك بالمعتدل.

وقيل: المراد ذراع البنيان المتعارف، ولكن هذا المقدار إنما هو في الطريق التي هي مجرى عامة المسلمين للجمال وسائر المواشي كما أسلفنا لا الطرق المشروعة بين الأملاك والطرق التي يمر بها بنو آدم فقط.

ويدل على ذلك التقييد بالميتاء كما في الأحاديث المذكورة، والميتاء بميم


(١) إسحاق بن يحيى بن الوليد بن الصامت عن جد أبيه عبادة ، قال الترمذي: لم يدركه. قلت: روايته عنه في سنن ابن ماجه.
"جامع التحصيل في أحكام المراسيل" للعلائي (ص ١٧١ رقم ٢٧).
(٢) عزاه إليه الحافظ في "الفتح" (٥/ ١١٩).
(٣) في "الكامل" (٤/ ٣٣٩) في ترجمة عباد بن منصور الناجي.
(٤) في "الفتح" (٥/ ١١٩).
(٥) في صحيحه رقم (٢٤٧٣).
(٦) ذكره الحافظ في "الفتح" (٥/ ١١٩).
(٧) في "الفتح" (٥/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>