للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن خبيب (١) عن مالك: معناه أن أعكانها ينعطف بعضها على بعض، وهي في بطنها أربع طرائق وتبلغ أطرافها إلى خاصرتها، في كل جانب أربع.

قال الحافظ (٢): وتفسير مالك المذكور تبعه فيه الجمهور.

وحاصله أنَّه وصفها بأنَّها مملوءةُ البدن بحيث يكون لبطنها عُكَن، وذلك لا يكون إلا للسَّمينة من النساء، وجرت عادةُ الرجال في الرغبة فيمن تكون بتلك الصفة.

وقيل: الأربع هي الشُّعبُ التي هي: اليدان والرجلان، والثَّمانِ: الكتفانِ والمتنتانِ والأليتانِ والسَّاقانِ، ولا يخفي ضعفُ ذلك لأن كلَّ امرأةٍ فيها ما ذُكر فلا وجه لجعله من صفات المدح المقصودة في المقام.

قوله: (هؤلاء) إشارة إلى جميع المخنثين.

وروى البيهقي (٣) أنه كان المخنثون على عهد رسول لله ثلاثة: ماتعٌ، وهدمٌ، وهيتٌ.

قوله: (من غير أولي الاربة) الإِرْبَة والإِرْب: الحاجة والشهوة (٤).

قيل: ويُحتمل أنهم التابعون الذين يتبعون الرَّجل ليصيبوا من طعامه ولا حاجة لهم إلى النساء لكبر أو تخنيث أو عنَّة.

قوله: (أرى هذا … إلخ) بفتح الهمزة والراء.

قال القرطبي (٥): هذا يدلّ على أنهم كانوا يظنون أنه لا يعرف شيئًا من أحوال النساء ولا يخطر له ببال، ويشبه أن التخنيث كان فيه خلقة وطبيعة ولم يعرف منه إلا ذلك، ولهذا كانوا يعدّونه من غير أولي الإربة.

قوله: (وأخرجه)، لفظ البخاري (٦): "أخرجوهم من بيوتكم، قال: فأخرج فلانًا فلانًا".

ورواه البيهقي (٧)، وزاد: "وأخرج عمر مخنثًا".


(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٣٣٥).
(٢) في "الفتح" (٩/ ٣٣٥).
(٣) في السنن الكبرى (٨/ ٢٢٤).
(٤) النهاية (١/ ٤٩ - المعرفة).
(٥) في "المفهم" (٥/ ٥١٥).
(٦) في صحيحه رقم (٥٨٨٦).
(٧) في السنن الكبرى (٨/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>