للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- قوله: (لا يفْرَك) بالفاء ساكنة بعدها راء وهو البغض.

قال في القاموس (١): الفِرك بالكسر ويفتح: البِغْضَةُ عامَّةٌ، كالفُروك والفُرُكَّان، أو خاصٌّ بِبُغْضَةِ الزَّوجين، فَرِكَها، وفَرِكَتْه، كَسِمع فيهما وكنَصَر شاذٌ فِرْكًا وفُروكًا، فهي فارِكٌ وفروكَ، ورجُلٌ مَفَرَّكٌ كَمُعَظَّمٍ: تُبْغِضُه النِّساء، ومُفَرَّكَةٌ: [يُبْغِضُها] (٢) الرِّجال، اهـ.

والحديث الأوّل: فيه الإرشاد إلى ملاطفة النِّساء، والصبر على ما لا يستقيم مِنْ أخلاقهنَّ والتنبيه على أنهنَّ خُلِقْنَ على تلك الصفة التي لا يفيد معها التأديب ولا ينجَحُ عندَها النُّصح، فلم يبق إلا الصبر والمحاسنة وترك التأنيب والمخاشنة.

والحديث الثاني: فيه الإرشاد إلى حسن العشرة والنهي عن البغض للزوجة بمجرَّد كراهة خلق من أخلاقها فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها، وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة.

قال النووي (٣): ضبط بعضهم قوله: "استمتعت بها على عوج" بفتح العين، وضبطه بعضهم بكسرها، ولعلَّ الفتح أكثر، وضبطه ابن عساكر (٤) وآخرون (٥) بالكسر.

قال (٦): وهو الأرجح ثم ذكر كلام أهل اللغة في تفسير معنى المكسور والمفتوح وهو معروف.

وقد صرَّح صاحب المطالع (٧) بأن أهل اللغة يقولون في الشخص المرئي:


(١) القاموس المحيط (ص ١٢٢٧). وانظر: "النهاية" (٢/ ٣٦٦).
(٢) في المخطوط (ب): (ببغضها).
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (١٠/ ٥٧).
(٤) ذكره النووي في المرجع السابق.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" (٣/ ٤٦ - ٤٧) و"لسان العرب" (٢/ ٣٣٢).
(٦) أي: النووي في شرحه لصحيح مسلم (١٠/ ٥٧).
(٧) المطالع. ابن قرقول (إبراهيم بن يوسف، ت ٥٦٩ هـ).
وضعفه على منوال: "مشارق الأنوار" بل هو اختصار واستدراك عليه، كما في "كشف الظنون" (٢/ ١٧١٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>