للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المشددة بعدها موحدة، والتسرب: الدخول. قال في القاموس (١): وانسرب في جحره وتسرَّب: دخل. والمراد أن النبيّ يدخل البنات إلى عائشة ليلعبن معها] (٢).

قوله: (أكمل المؤمنين … إلخ) فيه دليل على أن من ثبتت له مزية حسن الخلق كان من أهل الإيمان الكامل، فإن كان أحسن الناس خلقًا كان أكمل الناس إيمانًا، وإنَّ خصلة يختلف حال الإيمان باختلافها لخليقة بأن ترغب إليها نفوس المؤمنين.

قوله: (وخياركم خياركم لنسائهم)، وكذلك قوله في الحديث الآخر: "خيركم خيركم لأهله" في ذلك تنبيه على أن أعلى الناس رتبةً في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله، فإن الأهل هم الأحقاء بالبشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضرِّ، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر، وكثيرًا ما يقع الناس في هذه الورطة، فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقًا وأشجعهم نفسًا وأقلهم خيرًا، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره، ولا شكّ أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة.

٧١/ ٢٨١٤ - (وَعَنْ أُمّ سَلَمَةَ أن النّبِي قَالَ: "أيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُها رَاضٍ عَنْهَا دَخَلَتِ الجَنّةَ"، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ (٣) وَالتِّرْمِذِيُّ (٤) وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ). [منكر]


(١) في القاموس المحيط (١٢٤).
(٢) ما بين الخاصرتين جاء قبل التعليقة رقم (٦) في المخطوط (ب).
(٣) في سننه رقم (١٨٥٤).
(٤) في سننه رقم (١١٦١) وقال: هذا حديث حسن غريب.
قلت: وأخرجه الحاكم (٤/ ١٧٣) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ١٤١): "مساور مجهول وأمه مجهولة". اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان" (٢/ ٩٥): "مساور فيه جهالة، والخبر منكر" يعني هذا.
وقال الذهبي في "الميزان" (٤/ ٦١٥) في ترجمة والدة مساور: "تفرد عنها ابنها" يعني أنها مجهولة.
والخلاصة: أن الحديث منكر، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>