للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشدّدة؛ لأن أصله: عَضِض بكسر الضاد الأولى يعضض بفتحها، ثم أدغمت، ونقلت الحركة التي عليها إلى ما قبلها.

والمراد بالفحل: الذكر من الإبل.

قوله: (فعضَّ أحدهما صاحبه) لم يصرّح بالفاعل. وقد ورد في بعض الروايات: أن رجلًا من بني تميم قاتل رجلًا فعض يده، ويعلى هو من بني تميم.

ويدل على ذلك رواية مسلم المتقدمة (١)، واستبعد القرطبيُّ (٢) وقوع مثل ذلك من مثل يعلى.

وأجيب: باحتمال أن يكون ذلك في أول الإسلام.

قال النووي (٣): إنَّ الرواية الأولى من صحيح مسلم تدل على أن المعضوض يعلى.

وفي الرواية الثانية (٤) والثالثة (٥) منه أن المعضوض أجير يعلى.

وقد رجح الحافظ (٦) أن المعضوض أجير يعلى.

قال (٧): ويحتمل أنهما قصتان وقعتا ليعلى ولأجيره في وقت أو وقتين.

وقد تعقب الزين العراقي في شرح الترمذي (٨) ما قاله النووي بأنه ليس في رواية مسلم ولا غيره من الكتب الستة ولا غيرها ما يدل على أن يعلى هو المعضوض، لا صريحًا ولا إشارة.

قال (٩): فيتعين أن يكون يعلى هو العاض. انتهى.

ولكنه يشكل على ذلك ما في حديث يعلى (١٠) المذكور في الباب: من أن المقاتلة وقعت بين أجيره وإنسانٍ آخر، فلا بدَّ من الجمع بتعدّد القصة كما سلف.


(١) في صحيحه رقم (٢٠/ ١٦٧٤).
(٢) في "المفهم" (٥/ ٣٢).
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (١١/ ١٦١).
(٤) مسلم في صحيحه رقم (٢٠/ ١٦٧٤).
(٥) مسلم في صحيحه رقم (٢٣/ ١٦٧٤).
(٦) في "الفتح" (١٢/ ٢٢٠).
(٧) أي النووي في شرح صحيح مسلم (١١/ ١٦٠).
(٨) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٢٢٠).
(٩) أي: الزين العراقي كما في "الفتح" (١٢/ ٢٢٠).
(١٠) تقدم برقم (٣٠١٦) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>