للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلا ملازمة بين القدح في العدالة وعدم قبول الرواية، وهذا يتمشى على قول من قال: إنَّ الكفر والفسق مظنةُ تهمةٍ (١)، لا من قال: إنهما سلب أهلية؛ على ما تقرر في الأصول (٢).

وحديث عبادة بن الصامت أخرج أوله الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، قال في مجمع الزوائد (٣): وأسانيد أحمد وغيره ثقات، ويشهدُ لصحته عمومات الكتاب والسنة وإطلاقاتهما لعدم الفرق فيها بين القريب والبعيد والمقيم والمسافر.

ولا معارضة بين الحديثين؛ لأنَّ حديث بسر (٤) أخصُّ مطلقًا من حديث عبادة (٥)، فيبنى العام على الخاص، وبيانه أن السفر المذكور في حديث عبادة أعم مطلقًا من الغزو المذكور في حديث بسر، لأن المسافر قد يكون غازيًا وقد لا يكون، وأيضًا حديث بسر في حدِّ السَّرقة، وحديث عبادة في عموم الحدِّ.

وقوله: "فجلده"، فيه إجمال لعدم ذكر عدد الجلد، والظاهر أن أمر ذلك إلى الإمام كسائر التعزيرات.

* * *


(١) انظر: "إرشاد الفحول" (ص ٢٠١ - ٢٠٦) بتحقيقي.
(٢) انظر: "البحر المحيط" (٤/ ٢٧٠) والمحصول (٤/ ٣٩٦) والمعتمد (٢/ ١٣٥).
(٣) "مجمع الزوائد" (٥/ ٢٧٢) وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط أطول من هذا".
(٤) تقدم برقم (٢٠/ ٣١٥٩) من كتابنا هذا.
(٥) تقدم برقم (٢١/ ٣١٦٠) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>