للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويمكن الجمع بأنَّ كلَّ واحدٍ منهما أمير قومه، وكَرْزٌ أمير الجميع.

وفي رواية للطبراني (١) وغيره من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن النبي بعثه في آثارهم، وإسناده ضعيف، والمعروف أن جريرًا تأخر إسلامه عن هذا الوقت بمدة.

قوله: (فأمر بهم) فيه حذف تقديره: فأدركوا فأخذوا فجيء بهم فأمر بهم.

وفي رواية للبخاري (٢) فلما ارتفع النهار جيء بهم.

قوله: (فسمَّروا أعينهم) بالسين المهملة، وتشديد الميم.

وفي رواية للبخاري (٢): "وسمرت أعينهم".

وفي رواية لمسلم (٣): "وسمل أعينهم" بتخفيف الميم واللام.

قال الخطابي (٤): السمر لغة في السمل ومخرجهما متقارب.

قال (٥): وقد يكون من المسمار يريد أنهم كحلوا بأميال قد أحميت، قال: والسمل: فقء العين بأي شيء كان.

قال أبو ذؤيب الهذلي (٦):

والعينُ بعدَهُم كأنَّ حِدَاقَها … سُمِلَتْ بِشوكٍ فهي عَوْرَاءُ تَدْمَعُ (٧)

وقد وقع التصريح بمعنى السمر في الرواية المذكورة في الباب (٨) بلفظ: "فأمر بمسامير … إلخ".


(١) لم أقف عليه في المعاجم الثلاثة. ولعله في "الطبري".
(٢) في صحيحه رقم (٢٣٣).
(٣) في صحيحه رقم (١٠/ ١٦٧١).
(٤) في "أعلام الحديث" (١/ ٢٨٥).
(٥) أي: الخطابي في "أعلام الحديث" (١/ ٢٨٥).
(٦) هو خويلد بن خالد بن محرِّث بن مُضر، وعاش مع أهله في السَّرَوات وهي هضابٌ عالية تفصل بين تهامة ونجد، وهو شاعرٌ فحل مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام.
وأبو ذؤيب هو أشعر شعراء هذيل دون مدافع.
[أشعار هذيل وأثرها في محيط الأدب العربي. للدكتور إسماعيل النتشة (٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥)].
(٧) في كتاب: "شرح أشعار الهذليين" (١/ ٩ رقم البيت ١١) لفظه:
فالعينُ بعدهُمْ كأنَّ حِدَاقها … سُمِلَتْ بشوكٍ فهي عُورٌ تَدْقعُ
(٨) تقدم برقم (٣١٨٢) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>