للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "ذلك [بشيء] (١) يجدونه في صدورهم فلا يصدنكم".

قال النووي في شرح مسلم (٢): معناه: أن كراهة ذلك تقع في نفوسكم في العادة، ولكن لا تلتفتوا إليه، ولا ترجعوا عما كنتم عزمتم عليه قبل هذا. انتهى.

وإنما جعل الطيرة من الشرك؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن التطيُّر يجلب لهم نفعًا، أو يدفع عنهم ضررًا، إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع الله تعالى، ومعنى إذهابه بالتوكل أن ابن آدم إذا تطير، وعرض له خاطرٌ من التطيُّر أذهبه الله بالتوكُّل، والتفويض إليه، وعدم العمل بما خطر من ذلك، فمن توكل سلم ولم يؤاخذه الله بما عرض له من التطير.

وأخرج الشيخان (٣) وأبو داود (٤) من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة" فقال أعرابيّ: ما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ قال: فمن أعدى الأول؟ ".

قال معمر: قال الزهري: فحدثني رجلٌ عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول: "لا يوردن ممرضٌ على مصحّ". قال: فراجعه الرجل فقال: أليس قد حدثتنا أن النبيّ قال: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة؟ ". قال: "لم أحدثكموه".

قال الزهري: قال أبو سلمة: قد حدَّث به، وما سمعت أبا هريرة نسي حديثًا قط غيره، هذا لفظ أبي داود.

وقد أخرج حديث "لا عدوى .. إلخ" مسلم (٥) وأبو داود (٦) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.


(١) في المخطوط (ب): (شيء).
(٢) في شرح صحيح مسلم للنووي (٥/ ٢٢ - ٢٣).
(٣) البخاري رقم (٥٧٧٤) و (٥٧٧٥) ومسلم رقم (١٠١/ ٢٢٢٠).
(٤) في سننه رقم (٣٩١١).
وهو حديث صحيح.
(٥) في صحيحه رقم (١٠٦/ ٢٢٢٠).
(٦) في سننه رقم (٣٩١٢).
وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>