للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبيل الله، وأنفق عليها احتسابًا كان شبعها وجوعها وريُّها وظمؤها وأرواثها وأبوالها فلاحًا في موازينه يوم القيامة".

قوله: (الأجر والمغنم) بدل من قوله: "الخير" أو: هو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الأجر؟ والمغنم.

ووقع عند مسلم (١) من رواية جرير: "فقالوا: لم ذاك يا رسول الله؟ قال: "الأجر والمغنم"".

قال الطيبي (٢): يحتمل أن يكون الخير الذي فسر بالأجر، والمغنم: استعارة لظهوره وملازمته، وخصَّ الناصية لرفعة قدرها، فكأنه شبهه لظهوره بشيءٍ محسوسٍ معقودٍ على ما كان مرتفعًا، فنسب الخير إلى لازم المشبه به، وذكرُ الناصية تجريدٌ للاستعارة.

والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة، قاله الخطابي (٣) وغيره.

قالوا: ويحتمل أن يكون كنى بالناصية عن جميع ذات الفرس كما يقال: فلان مبارك الناصية، [ويبعده] (٤) ما رواه مسلم (٥) من حديث جرير قال: "رأيت رسول الله يلوي ناصية فرسه بأصبعه ويقول … " فذكر الحديث.

فيحتمل أن تكون خصت بذلك لكونها المقدم منها إشارة إلى أن الفضل في الإِقدام بها على العدو دون المؤخر لما فيه من الإشارة إلى الإدبار.

قول: (والجهاد ماضٍ … إلخ) فيه دليل: على أن الجهاد لا يزال ما في أم الإسلام والمسلمون إلى ظهور الدجال.

وأخرج أبو داود (٦) وأبو يعلى (٧) مرفوعًا وموقوفًا من حديث أبي هريرة:


(١) في صحيحه رقم (٩٩/ ١٨٧٣).
(٢) في شرحه لمشكاة المصابيح (٧/ ٣٧٩).
(٣) في "غريب الحديث" (٢/ ٥٧٩).
(٤) في كل طبعات نيل الأوطار تحرفت إلى (يبعد) وهو مخالف للمخطوط (أ، ب).
(٥) في صحيحه رقم (٩٧/ ١٨٧٢).
(٦) في سننه رقم (٢٥٣٣).
قال المنذري: هذا منقطع مكحول لم يسمع من أبي هريرة.
والحديث ضعيف، والله أعلم.
(٧) لم أقف عليه في مسند أبي يعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>