للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر] (١) بلفظ: "من جهَّز غازيًا حتى يستقلَّ كان له مثل أجره حتى يموت، أو يرجع"، وأمَّا ما أخرجه مُسلم (٢) من حديث أبي سعيدٍ: "أن رسولَ الله بعث بعثًا. وقال: "ليخرج من كل رجلين رجلٌ والأجر بينهما""، وفي رواية له (٣): "ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخيرٍ كان له مثل نصف أجر الخارج"، ففيه إشارة: إلى أن الغازي إذا جهز نفسه وقام بكفاية من يخلفه بعده كان له الأجر مرتين.

وقال القرطبي (٤): لفظة نصف يحتمل أن تكون مقحمة من بعض الرواة (٥).

وقد احتجَّ بهذا من ذهب إلى أن المراد بالأحاديث التي وردت بمثل ثواب الفعل حصول أصل الأجر له بغير تضعيف، وأنَّ التضعيف يختص بمن باشر العمل. قال: ولا حجة له في هذا الحديث لوجهين:

(أحدهما): أنَّه لا يتناول محل النزاع لأن المطلوب إنما هو أن الدال على الخير مثلًا هل له مثل أجر فاعله مع التضعيف أو بغير تضعيف.

والحديث المذكور إنما يقتضي المشاركة والمشاطرة فافترقا.

(ثانيهما): ما تقدم من احتمال كون لفظة نصف زائدة

قال الحافظ (٦): لا حاجة لدعوى زيادتها بعد ثبوتها في الصحيح، والذي


= "لين الحديث" كما في التقريب رقم الترجمة (٧٤٦٤).
وفي الإسناد علة أخرى وهي أن عثمان بن عبد الله بن سراقة لم يدرك عمر وروايته عنه مرسلة.
وقد ضعف الحديث الألباني في ضعيف ابن ماجه.
(١) كذا في المخطوط (أ) و (ب) وهو خطأ والصواب (عمر) كما في مصادر تخريج الحديث المتقدمة.
(٢) في صحيحه رقم (١٣٨/ ١٨٩٦).
(٣) أي لمسلم في صحيحه رقم (١٣٧/ ١٨٩٦).
(٤) في "المفهم" له (٣/ ٧٣٠).
(٥) قال القرطبي في المفهم (٣/ ٧٣٠): " … فقد صارت كلمة "نصف" مقحمةً هنا بين "مثل" و "أجر" وكأنها زيادة ممن تسامحَ في إيراد اللفظ، بدليل قوله: "والأجر بينهما" ويشهد له ما ذكرناه، فليُتنبه له، فإنه حسن … ". اهـ.
(٦) في "الفتح" (٦/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>