للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النووي (١): اتفقوا على أن الأولى أفصحُ، وبذلك جزم أبو ذر الهروي (٢)، والقزاز (٢).

والثانية ضبطت كذلك في رواية الأصيلي (٢)، ورجح ثعلب (٣) الأولى وقال: بلغنا بها النبي .

قال أبو بكر بن طلحة: أراد ثعلب أن النبي كان يستعمل هذه البنية كثيرًا لوجازة لفظها ولكونها تعطي معنى البنيتين الآخرتين. قال: ويعطي معناهما أيضًا الأمر باستعمال الحيلة مهما أمكن ولو مرة، قال: فكانت مع اختصارها كثيرة المعنى.

ومعنى: خدع بالإِسكان: أنها تخدع أهلها. مِنْ وصف الفاعل باسم المصدر، أو: من وصف المفعول، كما يقال: هذا الدرهم ضرب الأمير: أي مضروبه.

وقال الخطابي (٤): معناه أنها مرة واحدة: أي إذا خدع مرة واحدة لم تقل عثرته.

وقيل: الحكمة في الإِتيان بالتاء للدلالة على الوحدة، فإن الخداع إن كان من المسلمين فكأنه حضهم على ذلك ولو مرة واحدة، وإن كان من الكفار فكأنه حذرهم من مكرهم، ولو وقع مرة واحدة فلا ينبغي التهاون بهم لما ينشأ عنه من المفسدة ولو قل، وفي اللغة الثالثة صيغة المبالغة كهُمَزَةٍ ولُمزةٍ.

وحكى المنذري (٥) لغة رابعة بالفتح فيهما.

قال: وهو جمع خادع: أي أن أهلها بهذه الصفة فكأنه قال: أهل الحرب خَدَعَةٌ.

وحكى مكيٌّ، ومحمد بن عبد الواحد لغة خامسةً: كسر أوله مع الإِسكان، وأصله إِظهار أمر وإضمار خلافه.


(١) في شرح لصحيح مسلم (١٢/ ٤٥).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٥٨).
(٣) تهذيب اللغة (١/ ١٥٩ - ١٦٠).
(٤) في "معالم السنن" (٣/ ٩٩ - ١٠٠ - مع السنن).
(٥) في "المختصر" (٣/ ٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>