للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٨/ ٣٣٥٠ - (وعَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ قالَ: قَتَلَ رجُلٌ مِنْ حِمْيَرٍ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ فأرادَ سَلبَه، فمَنَعهُ خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ وَكانَ وَاليًا عَلَيْهِمْ، فأتى رسُول الله عَوْفُ بْنُ مالِكٍ فأخَبرَهُ بِذلِكَ، فقالَ لخالِدٍ: "ما مَنَعَك أَنْ تُعْطيهُ سَلبَهُ؟ "، فقالَ: استَكْثرْتُهُ يا رَسُولَ الله، قالَ: "ادْفَعْهُ إليْهِ"، فمَرَّ خالِدٌ بِعَوْفٍ فجَرَّ بِرِدَائِهِ، ثمَّ قالَ: هَلْ أَنجَزْتُ لَكَ ما ذَكَرْتُ لكَ مِن رسُولِ اللهِ فَسَمِعَهُ رسولُ الله فاسْتُغْضِبَ، فقالَ: "لا تُعطِهِ يا خالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تاركُونَ لي أُمَرَائي؟ إنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رجُلٍ اسْتُرْعيَ إبِلًا وَغَنَمًا فَرَعاها، ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَها فأوْرَدَها حَوْضًا فَشَرعَتْ فِيهِ فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ، وَتَرَكَتْ كَدَرهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَليْهِمْ". رواهُ أحمدُ (١) وَمُسلِمٌ (٢). [صحيح]

وَفي رِوايةٍ قالَ: خرَجْتُ مَعَ زْيدِ بْنِ حارِثةَ في غَزْوَةِ مُوتة وَرَافقَني مَدَدِي مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَمَضَيْنا فلَقِينا جُمُوعَ الرُّومِ وَفِيهمْ رجُلٌ على فَرَسٍ لهُ أَشْقَرَ عَليْهِ سَرْجٌ مُذهَّبٌ وسِلاحٌ مُذَهَّبٌ، فجَعلَ الرُّوميُّ يَفْري في المُسْلِمِينَ، فقعَدَ لهُ المدَدِيُّ خلْفَ صَخْرَةٍ فمَرَّ بهِ الرُّومِيُّ فَعَرْقَبَ فرَسَهُ فخَرَّ وَعلاهُ فَقَتَلهُ وَحازَ فرَسَهُ وسِلاحَهُ؛ فلمّا فتَحَ الله ﷿ لِلمُسْلِمِينَ بَعَثَ إليْهِ خالدُ بْنُ الوَليدِ فأخذَ السَّلَبَ، قالَ عَوْفٌ: فأتَيْتُهُ فقلْتُ: يا خالِدُ أَما عَلِمْتَ أَنَّ رسولَ الله قَضَى بالسَّلبِ لِلْقاتِلِ؟ قالَ: بَلى ولكِنْ استَكْثَرْتُهُ، قُلْتُ: لترُدَّنَّهُ إليْهِ أوْ لأُعَرّفنَّكهَا عِنْدَ رسولِ الله ، فأَبَى أَن يَرُدَّ عَليْهِ، قالَ عَوْفٌ: فاجْتمَعْنا عِندَ رسولِ الله فَقَصَصْتُ عَليْهِ قصَّةَ المددِيِّ وما فعَل خالِدٌ، وذكرَ بَقيَّة الحدِيثِ بِمَعْنى ما تَقدَّمَ. رواهُ أحمدُ (٣) وأَبُو داودَ (٤). [صحيح]

وفيهِ حُجَّةٌ لِمنْ جعَل السَّلبَ المُسْتَكْثرَ إلى الإِمامِ وأَنَّ الدَّابةَ مِنَ السَّلبِ).


(١) في المسند (٦/ ٢٦).
(٢) في صحيحه رقم (٤٣/ ١٧٥٣).
وهو حديث صحيح.
(٣) في المسند (٦/ ٢٧ - ٢٨).
(٤) في السنن رقم (٢٧١٩).
وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>