للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أيضًا قال: صارت صفيةُ لدحيةَ الكلبي، ثم صارت لرسول الله .

وما أخرجه أيضًا مسلم (١)، وأبو داود (٢) من طريق ثابت البناني عنه قال: "وقع في سهم دحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها.

قال حماد: يعني ابن زيد: وأحسبه قال: وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي".

وما أخرجه البخاري (٣) ومسلم (٤) والنسائي (٥) عن أنس أيضًا من طريق عبد العزيز بن صهيب قال: "جمع السبي"، يعني: بخيبر فجاء دحية فقال: يا رسول الله أعطني جارية من السبي، فقال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي فقال: [يا نبي الله] (٦) أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك، قال: "ادع بها"، فلما نظر إليها النبي قال له: "خذ جارية من السبي غيرها، وأن النبي أعتقها وتزوَّجها".

وبهذه الرواية يجمع بين الروايات المختلفة.

وأما ما وقع: من أنه اشتراها بسبعة أرؤس، فلعلَّ المراد: أنه عوَّضه عنها بذلك المقدار، وإطلاق الشراء على العوض على سبيل المجاز، ولعله عوضه عنها جاريةً أخرى من قرابتها فلم تطب نفسه فأعطاه زيادة على ذلك سبعة أرؤس من جملة السبي.

قال السهيلي (٧): لا معارضة بين هذه الأخبار، فإنه أخذها من دحية قبل القسمة، والذي عوَّضه عنها ليس على سبيل البيع، [بل على سبيل النفل] (٨). وقد


(١) في صحيحه رقم (٨٧/ ١٣٦٥).
(٢) في سننه رقم (٢٩٩٧) وهو حديث صحيح.
(٣) في صحيحه رقم (٣٧١).
(٤) في صحيحه رقم (٨٤/ ١٣٦٥).
(٥) في صحيحه رقم (٣٣٨٠) وهو حديث صحيح.
(٦) في المخطوط (ب): (يا رسول الله).
(٧) في "الروض الأنف" (٤/ ٦٠).
(٨) ما بين الحاصرتين زيادة من المخطوط (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>