للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يذكر الله في أوّل طعامه فليقل حين يذكر: بسم الله أوّله وآخره، فإنه يستقبل طعامًا جديدًا ويمنع الخبيث مما كان يصيب منه".

وفي الباب أيضًا عن عمر بن أبي سلمة وسيأتي (١).

وفي هذه الأحاديث دليل على مشروعية التسمية للأكل، وأن الناسي يقول في أثنائه: بسم الله على أوّله وآخره، [وكذا] (٢) التارك للتسمية عمدًا يشرع له التدارك في أثنائه.

قال في الهدي (٣): والصحيح وجوب التسمية عند الأكل وهو أحد الوجهين لأصحاب أحمد، وأحاديث الأمر بها صحيحة صريحة لا معارض لها ولا إجماع يسوّغ مخالفتها ويخرجها عن ظاهرها، وتاركها يشركه الشيطان في طعامه وشرابه اهـ.

والذي عليه الجمهور (٤) من السلف والخلف من المحدّثين وغيرهم: أن أكل الشيطان محمولٌ على ظاهره، وأن للشيطان يدين ورجلين وفيهم ذكر وأنثى، وأنَّه يأكل حقيقة بيده إذا لم يدفع.

وقيل: إن أكلهم على المجاز والاستعارة.

وقيل: إن أكلهم شمّ واسترواح، ولا ملجئ إلى شيء من ذلك.

وقد ثبت في الصحيح كما سيأتي (٥): "إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".

وروي عن وهب بن منبه: أنه قال: الشياطين أجناس، فخالص الجنِّ لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون وهم ريح، ومنهم جنس يفعلون ذلك كله ويتوالدون وهم السعالي والغيلان ونحوهم.

٣٨/ ٣٦٦٧ - (وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أن النَّبِيَّ قالَ: "لا يأكُلْ أحَدُكُمْ بِشمالِهِ


(١) يأتي برقم (٣٦٦٩) من كتابنا هذا.
(٢) في المخطوط (ب): (وكذلك).
(٣) في "زاد المعاد" (٢/ ٣٦٢).
(٤) الفتح (٩/ ٥٢٢).
(٥) برقم (٣٨/ ٣٦٦٧) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>