للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخطابي (١): تحسبُ العامة أن المتكئ هو الآكل على أحد شقيه، وليس كذلك، بل هو المعتمد على الوطاء عند الأكل؛ [لأنه قال] (٢): "إني أذمُّ فعل من يستكثر من الطعام، فإني لا آكل إلا البلغة من الزاد، فلذلك أقعد مستوفزًا".

وفي حديث أنس (٣) "أنه أكل تمرًا وهو مقع"، والمراد: الجلوس على وركيه غير متمكن.

وأخرج ابن عديّ (٤) بسند ضعيف "زَجْرَ النبيّ أن يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الأكل"، قال مالك: هو نوع من الاتكاء.

قال الحافظ (٥): وفي هذا إشارة من مالك إلى كراهة [كل] (٦) ما يعد الآكل فيه متكئأ ولا يختصّ بصفة بعينها.

وجزم ابن الجوزي (٧) في تفسير الاتكاء بأنه الميل على أحد الشقين، ولم يلتفت لإنكار الخطابي ذلك.

وحكى ابن الأثير في النهاية (٨) أن من فسر الاتكاء بالميل على أحد الشقين تأوّله على مذهب الطبّ بأنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلًا، ولا يُسيْغُه هنيئًا.

واختلف السلف في حكم الأكل متكئًا؛ فزعم ابن القاص (٩) أن ذلك من الخصائص النبوية.


(١) في "معالم السنن" (٤/ ١٤١ - مع السنن).
وانظر: أعلام الحديث (٣/ ٢٠٤٨).
(٢) في المخطوط (ب): (كأنه قال ).
(٣) أخرجه أبو داود رقم (٣٧٧١) وهو حديث صحيح.
(٤) لم أقف عليه في الكامل المطبوع.
وقد عزاه إلى ابن عدي الحافظ في "الفتح" (٩/ ٥٤١) وقال: سنده ضعيف.
(٥) في "الفتح" (٩/ ٥٤١).
(٦) زيادة من المخطوط (ب).
(٧) في "كشف المشكل" (١/ ٤٣٩).
(٨) النهاية (١/ ١٩٢).
وانظر: "المجموع المغيث" (١/ ٢٣٥).
(٩) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٥٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>