للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخرج من الفم بزاق يستقذره من شرب بعده منه، أو تحصل فيه رائحة كريهة تتعلق بالماء أو بالإناء.

وعلى هذا: فإذا لم يتنفس في الإِناء فليشرب في نفس واحد، قاله عمر بن عبد العزيز (١).

وأجازه جماعة منهم ابن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، ومالك بن أنس (٢).

وكره ذلك جماعة منهم ابن عباس، ورواية عكرمة وطاوس وقالوا: "هو شرب الشيطان".

والقول الأول أظهر لقوله في حديث الباب للذي قال له: إنه لا يروى من نفس واحد: "ابن القدح عن فيك"، وظاهره أنه أباح له الشرب في نفس واحد إذا كان يروى منه، وكما لا يتنفس في الإناء لا يتجشأ فيه، بل ينحيه عن فيه مع الحمد لله، ويردّه إلى فيه مع التسمية، فيتنفس ثلاثًا يحمد الله في آخر كلّ نفسٍ، ويسمي الله في أوّله.

قوله: (أو ينفخ فيه) أي: في الإناء الذي يشرب منه.

والإِناء يشمل إناء الطعام والشراب، فلا ينفخ في الإناء ليذهب ما في الماء من قذاة ونحوها، فإنه لا يخلو النفخ غالبًا من بزاق يستقذر منه.

وكذا لا ينفخ في الإناء لتبريد الطعام الحارّ، بل يصبر إلى أن يبرد، كما تقدم، ولا يأكله حارًّا، فإن البركة تذهب منه، وهو شراب أهل النار.

٦٤/ ٣٧٤٧ - (وَعَنْ أبي سَعِيدٍ أن النَّبِيَّ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قائمًا. رَوَاهُ أحْمَدُ (٣) وَمُسْلِم) (٤). [صحيح]


(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٩٣).
(٢) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٤٩٥).
(٣) في المسند (٣/ ٣٢).
(٤) في صحيحه رقم (١١٥/ ٢٠٢٥).
وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>