٢ - أنه القهار، دان كلَّ شيء لعظمته، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته، فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته، فلا يستطيعون الفكاك منه. ٣ - أنه العلي بذاته، فوق جميع خلقه، فلا يستطيع أحد منهم أن يدنو منه. وذكر العلامة السندي ﵀: أن له معنى رابعًا، وهو أنه المتكبر عن كل سوء ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أن يكون له كفوًا أو ضدًا، أو سمي، أو شريك في خصائه وحقوقه. (١) اليدان: صفة ذاتية خبرية لله ﷿، نثبتها كما نثبت باقي صفاته تعالى، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهي ثابتة بالكتاب والسنة. الدليل من الكتاب: قوله تعالى في سورة المائدة الآية (٦٤): ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾. وقوله تعالى في سورة ص الآية (٧٥): ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾. والدليل من السنة: (منها): حديث أبي موسى الأشعري: "إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها". [مسلم رقم ٢٧٦٠]. (ومنها): حديث: "يد الله ملأى لا يغيضها نفقة … وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع". [البخاري رقم (٧٤١١) ومسلم رقم (٩٩٣)]. الحجة للأصبهاني (١/ ١٨٥) وأصول الاعتقاد للالكائي (٣/ ٤١٢) ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٦/ ٢٦٣). (٢) البخاري رقم (٦٥٢٠) ومسلم رقم (٣٠/ ٢٧٩٢).