للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُخْلَفُ بِقَوْمٍ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أنْ يُسْتَشْهَدُوا"، رَوَاهُ أحْمَدُ (١) وَمُسْلِمٌ) (٢). [صحيح]

قوله: (ألا أخبركم بخير الشهداء) جمع شهيد، كظرفاء جمع ظريف، ويجمع أيضًا على شهود؛ والمراد بخير الشهداء: أكملهم في رتبة الشهادة وأكثرهم ثوابًا عند الله.

قوله: (قبل أن يسألها) في رواية: "قبل أن يستشهد".

وهذه هي شهادة الحسبة فشاهدها خير الشهداء، لأنه لو لم يظهرها لضاع حكم من أحكام الدين وقاعدة من قواعد الشرع.

وقيل: إنَّ ذلك في الأمانة والوديعة ليتيمٍ لا يعلم مكانها غيره، فيخبر بما يعلم من ذلك.

وقيل: هذا مثل في سرعة إجابة الشاهد إذا استشهد، فلا يمنعها ولا يؤخرها، كما يقال: الجواد يعطي قبل سؤاله، عبارة عن حسن عطائه وتعجيله.

قوله: (خير أمتي قرني) قال في القاموس (٣): القرن: يطلق من عشر إلى مائة وعشرين سنة، ورجح الإطلاق على المائة.

وقال صاحب "المطالع" (٤): القرن: أمة هلكت فلم يبق منهم أحد.

قال في النهاية (٥): القرن: أهل كل زمان، وهو مقدار المتوسط في أعمار أهل كل زمان، مأخوذ من الاقتران، فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم.


(١) في المسند (٢/ ٢٢٨، ٤١٠، ٤٧٩).
(٢) في صحيحه رقم (٢١٣/ ٢٥٣٤).
وهو حديث صحيح.
(٣) القاموس المحيط ص ١٥٧٨.
(٤) المطالع: ابن قرقول، (إبراهيم بن يوسف ت ٥٦٩ هـ).
وضعه على منوال: "مشارق الأنوار" بل هو اختصار واستدراك عليه كما في "كشف الظنون" (٢/ ١٧١٥).
[معجم المصنفات ص ٣٨٩ رقم ١٢٥٠].
• وذكره الفيروز آبادي في القاموس المحيط ص ١٥٧٨ والقاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٢/ ١٧٩) نقلًا عن الحربي.
(٥) النهاية (٢/ ٤٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>