للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (مذاكيره)، جمع ذكر على غير قياس، وقيل: واحده مذكار، قال الأخفش: هو من الجمع الذي لا واحد له. وقال ابن خروف (١): إنما جمعه مع أنه ليس في الجسد إلا واحد بالنظر إلى ما يتصل به (٢)، وأطلق على الكل اسمه فكأنه جعل كل جزء من المجموع كالذكر في حكم الغسل.

قوله: (ثم دلك يده بالأرض)، فيه أَنه يستحب للمستنجي بالماء إذا فرغ أن يغسل يده بتراب أَو أشنان أو يدلكها بالتراب أو بالحائط ليذهب الاستقذار منها.

قوله: (فغسل قدميه)، قد تقدم الكلام على ذلك في حديث أول الباب.

قوله: (ثم تنحى) (٣)، أي تحوّل إلى ناحية.

قوله: (فلم يردهما) من الإِرادة لا من الرد، وقد تقدم الكلام في كراهة التنشيف وعدمها (٤).

قوله: (وجعل ينفض)، فيه جواز نفض اليدين من ماء الغسل، قال الحافظ: وكذا الوضوء، وفيه حديث ضعيف أورده الرافعى وغيره ولفظه: "لا تنفضوا أيديكم في الوضوء فإنها مراوح الشيطان"، قال ابن الصلاح (٥): لم أجده، وتبعه النووي (٦)، وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء (٧)، وابن أبي حاتم في العلل (٨) من حديث أبي هريرة، ولو لم يعارضه هذا الحديث لم يعن صالحًا لأن يحتج به. قال المصنف (٩) : وفيه دليل استحباب دلك اليد بعد الاستنجاء، انتهى.


(١) ابن خروف. هو علي بن محمد بن علي بن محمد الحضرمي الرندي الأشبيلى الإندلسي أبو الحسن، أديب، نحوي، أصوليّ، فوضي، شرح كتاب سيبويه. (٥٢١ - ٦٠٦ هـ).
(٢) يقصد بالذي يتصل به: الأنثيان والفرج.
(٣) كان الأولى تقديم شرح هذه الجملة على التي قبلها.
(٤) الباب السابع والعشرون: باب المنديل بعد الوضوء والغسل. عند الحديث رقم (٦٠/ ٢٢٢).
(٥) في "شرح مشكل الوسيط" (١/ ٢٩١) هامش الوسيط.
(٦) في "التنقيح في شرح الوسيط" (١/ ٢٩١) هامش الوسيط.
(٧) في "المجروحين" (١/ ٢٠٢ - ٢٠٣).
(٨) في "العلل" (١/ ٣٦ رقم ٧٣).
(٩) ابن تيمية الجد في "المنتقى" (١/ ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>