للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضعيف. وقال ابن حبان (١): اختلط حتى لا يدري ما يقول لا يجوز الاحتجاج به. قال الترمذي (٢): "سألتُ محمدًا: يعني البخاري عن هذا الحديث فقلتُ عَديُّ بنُ ثابت عن أبيه عن جدّه، جَدُّ عديٍّ بن ثابت ما اسمه؟ فلم يَعْرفْ محمدٌ اسْمَهُ، وذكرتُ لمحمدٍ قولَ يحيى بن مَعينٍ أن اسمه (دينَارٌ) فلم يَعْبَأْ به".

وقال الدمياطي في عديّ المذكور (٣): هو عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري، ووهم من قال اسم جده دينار، وعديّ هذا من الثقات المخرج لهم في الصحيح، وثقه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو داود في سننه (٤): حديث عدي بن ثابت والأعمش عن حبيب وأيوب أبي العلاء كلها لا يصحّ منها شيء، وذكر في آخر الباب الإشارة إلى صحة حديث قمير عن عائشة ومداره على أيوب بن مسكين وفيه خلاف، وقد اضطرب أيضًا فرواه عن ابن شبرمة عنها مرفوعًا، وعن حجاج عنها موقوفًا، وكذلك رواه الثوري عن فراس عن الشعبي عن قمير موقوفًا ذكره المزي في الأطراف.

والحديث يدل على أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة، وقد تقدم الكلام على ذلك. ويدل أيضًا أنها تتوضأ عند كل صلاة، وقد ذهب إلى ذلك الشافعي (٥) وحكي عن عروة بن الزبير وسفيان الثوري وأحمد وأبي ثور، واستدلوا بحديث الباب وبالحديث الذي سيأتي بعده (٦)، وبما ثبت في رواية للبخاري (٧) بلفظ: "وتوضئي لكل صلاة" وغير ذلك، وذهبت العترة وأبو حنيفة (٨) إلى أن طهارتها مقدرة بالوقت، فلها أن تجمع بين فريضتين وما شاءت من النوافل بوضوء واحد.

واستدل لهم في البحر (٩) بحديث فاطمة بنت أبي حبيش (١٠)، وفيه: "أن


(١) في "المجروحين" (٢/ ٩٥).
(٢) في "السنن" (١/ ٢٢٠ - ٢٢١).
(٣) انظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٨٥).
(٤) (١/ ٢١٠ - ٢١١).
(٥) انظر: "المجموع" (٢/ ٥٥٣).
(٦) رقم (١٠/ ٣٧٧) من كتابنا هذا، وهو حديث صحيح.
(٧) في "صحيحه" رقم (٢١٤).
(٨) (١/ ١٤٣ - ١٤٤).
(٩) (١/ ١٤٤).
(١٠) تقدم تخريجه برقم (١/ ٣٦٨) من كتابنا هذا، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>