للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والطحاوي (١)، وأخرجها أيضًا البخاري (٢).

وقد أعل الحديث بأن حبيبًا (٣) لم يسمع من عروة بن الزبير (٤) وإنما سمع من عروة المزني (٥)، فإن كان عروة المذكور في الإسناد عروة بن الزبير كما صرح بذلك ابن ماجه وغيره فالإسناد منقطع؛ لأن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وإن كان عروة هو المزني فهو مجهول (٦).

وفي الباب عن جابر رواه أبو يعلى (٧) بإسناد ضعيف والبيهقي (٨). وعن


(١) في "شرح معاني الآثار" (١/ ١٠٢).
(٢) في "صحيحه" رقم (٢٢٨ و ٣٢٠).
(٣) هو حبيب بن أبي ثابت: قيس - ويقال: هِند - بن دينار الأسديّ مولاهم، أبو يحيى الكوفي، ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس. من الثالثة مات: سنة (١١٩ هـ). "التقريب" رقم (١٠٨٤).
(٤) هو عُروة بن الزبير بن العوام بن خُويلد الأسديُّ، أبو عبد الله المدني: ثقة فقيه مشهور من الثالثة. مات سنة (١٩٤ هـ) على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة عثمان. "التقريب" رقم (٤٥٦١).
(٥) هو عروة المزني، شيخ لحبيب بن أبي ثابت: مجهول، من الرابعة. "التقريب" رقم (٤٥٧١).
(٦) في رواية أبي داود: عروة غير منسوب، وقد نسبه ابن ماجه، والدارقطني، والبزار، وإسحاق بن راهويه، فقالوا: عروة بن الزبير، الأمر الذي دل على أن عروة في رواية أبي داود، هو عروة بن الزبير، لا عروة المزني. وعليه فإن سنده عند أبي داود صحيح.
وأما دعوى الانقطاع: بأن حبيب بن أبي ثابت لم يسمعه من عروة بن الزبير، فغير مسلَّمة كما جنح إلى ذلك الحافظ ابن عبد البر قائلًا: لا شك أن حبيب بن أبي ثابت أدرك عروة. وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة وأقدم موتًا منه، كما قال أبو داود في "سننه": وقد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثًا صحيحًا. اهـ. وهو يشير إلى ما رواه الترمذي في الدعوات بسنده عن حبيب عن عروة عن عائشة وقال: حسن غريب. ومراد أبي داود بهذا الرد على الثوري القائل بعدم رواية حبيب عن عروة بن الزبير.
ويؤيد حديث حبيب ما أخرجه البخاري من طريق أبي معاوية قال: حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة، وفيه: وقال أبي: ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت" اهـ. من تعليق السيد عبد الله هاشم اليماني المدني على "التلخيص الحبير" (١/ ١٦٨).
(٧) عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٦٩) وضعف إسناد.
مع العلم أنني لم أجده في "المسند المطبوع".
(٨) في "السنن الكبرى" (١/ ٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>