للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدم تكرار النزول. وأجيب: باحتمال تأخر نزول الآية وإن كان سببها تقدّم ويكون لنزولها سببان متقدم وهو أمر أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة، ويؤيد تأخر النزول ما في سورة براءة من استغفاره عليه الصلاة والسلام للمنافقين حتى نزل النهي عنه قاله في الفتح قال: ويرشد إلى ذلك قوله: (وأنزل الله) تعالى: {في أبي طالب فقال لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}) [القصص: ٥٦] ففيه إشعار بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وغيره والثانية نزلت فيه وحده.

وقد مرّ الحديث في كتاب الجنائز.

(قال ابن عباس): في ({أولي القوة}) من قوله: {وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} [القصص: ٧٦]. (لا يرفعها العصبة من الرجال) وروي عنه أنه كان يحمل مفاتح قارون أربعون رجلًا أقوى ما يكون من الرجال، وروي عن ابن عباس أيضًا حمل المفاتح على نفس المال فقال: كانت خزائنه يحملها أربعون رجلًا أقوياء. ({لتنوء}) أي (لتثقل) يقال: ناء به الحمل حتى أثقله وأماله أي لتثقل المفاتح العصبة والباء في بالعصبة للتعدية كالهمزة.

({فارغًا}) في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا} [القصص: ١٠] أي خاليًا من كل شيء (إلا من ذكر موسى) وقال البيضاوي كالزمخشري صفرًا من العقل لما دهمها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون.

({الفرحين}) في قوله: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص: ٧٦]. قال ابن عباس فيما رواه ابن أبي حاتم عنه أي (المرحين) وقال مجاهد يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، فالفرح بالدنيا مذموم مطلقًا لأنه نتيجة حبها والرضا بها والذهول عن ذهابها فإن العلم بأن ما فيها من اللذة مفارق ولا محالة يوجب الترح وما أحسن قول المتنبي:

أشد الغم عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا

({قصة}) في قوله حكاية عن أم موسى {وقالت لأخته قصيه} أي (اتبعي أثره) حتى تعلمي خبره وكانت أخته لأبيه وأمه واسمها مريم (وقد يكون أن يقص الكلام) كما في قوله تعالى: {نحن نقص عليك} وقص الرؤيا إذا أخبر بها.

({عن جنب}) في قوله: {فبصرت به عن جنب} [القصص: ١١] أي أبصرت أخت موسى موسى مستخفية كائنة (عن بُعْد) صفة لمحذوف أي عن مكان بعيد، وقال أبو عمرو بن العلاء أي عن شوق وهي لغة جذام يقولون جنبت إليك أي اشتقت وقوله: (عن جنابة واحد) أي في معنى البعد (وعن اجتناب أيضًا) وقرئ قوله: عن جنب بفتح الجيم وسكون النون وبفتحهما وبضم الجيم وسكون النون، وعن جانب وكلها شاذة والمعنى واحد.

({نبطش}) بالنون وكسر الطاء (ونبطش) بضم الطاء لغتان ومراده الإشارة إلى قوله: {فلما أراد أن يبطش} [القصص: ١٩] لكن الآية بالياء وكذا وقع في بعض نسخ البخاري بل هو الذي في اليونينية وبالنون فيهما في فرعها والضم قراءة أبي جعفر والكسر قراءة الباقين.

({يأتمرون}) في قوله: {يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك} [القصص: ٢٠] أي (يتشاورون) بسببك. قال في الأنوار: وإنما سمي التشاور ائتمارًا لأن كلاًّ من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر وسقط لأبي ذر والأصيلي. قال ابن عباس: أولي القوة إلى هنا.

(العدوان) في قوله تعالى: {فلا عدوان عليّ} [القصص: ٢٨] معناه (والعداء) بالفتح والخفيف وفي الناصرية بضم العين وكسرها ولم يضبطها في الفرع كأصله وآل ملك (والتعدي) بالتشديد (واحد) في معنى التجاوز عن الحق.

({آنس}) بالمد في قوله: {وسار بأهله آنس من جانب الطور نارًا} [القصص: ٢٩] أي (أبصر) من الجهة التي تلي الطور نارًا وكان في البرية في ليلة مظلمة.

(الجذوة) في قوله تعالى: {لعلّي آتيكم منها بخبر أو جذوة} [القصص: ٢٩] هي (قطعة غليظة من الخشب) أي في رأسها نار (ليس فيها لهب) قال ابن مقبل:

باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوّار ولا ذعر

<<  <  ج: ص:  >  >>