للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ والشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إذَا وَجَبَتِ الشَّمْسُ، والعِشاءَ أحْيَانًا يُؤَخِّرُهَا وَأحْيَانًا يُعَجِّلُ إذَا رَآهُمْ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وإذَا رَآهُمْ أبْطَئُوا أخَّرَ، وَالصُّبْحَ كانُوا أوْ كانَ النَّبِيُّ يُصَلّيهَا بِغَلَسٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) (١). [صحيح]

قوله: (بالهاجرة) هي شدّة الحر نصف النهار عقب الزوال، سمّيت بذلك من الهجر وهو الترك؛ لأن الناس يتركون التصرّف حينئذ لشدّة الحر ويقيلون، وقد تقدم تفسيرها بنحو من هذا.

قوله: (والشمس نقية)، أي صافية لم تدخلها صفرة.

قوله: (إذا وجبت) أي غابت، والوجوب: السقوط كما سبق.

قوله: (إذا رآهم اجتمعوا) (١) فيه مشروعية ملاحظة أحوال المؤتمّين والمبادرة بالصلاة مع اجتماع المصلّين لأن انتظارهم بعد الاجتماع ربما كان سببًا لتأذّي بعضهم، وأمّا الانتظار قبل الاجتماع فلا بأس به لهذا الحديث؛ ولأنه من باب المعاونة على البرّ والتقوى.

قوله: (بغلس)، الغَلَسُ محركةً: ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيلِ، قاله في القاموس (٢).

والحديث يدلّ على استحباب تأخير صلاة العشاء، لكن مقيدًا بعدم اجتماع المصلّين.

٤١/ ٤٥٨ - (وَعَنْ عَائِشَةَ [رضي الله تعالى عنها] (٣) قالَتْ: أعْتَمَ النَّبِيُّ ذاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عامَّةُ اللَّيْلِ حَتَّى نَامَ أهْلُ المَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، فقالَ: "إنَّهُ لوَقْتُهَا، لَوْلَا أَنْ أشُقَّ عَلَى أُمَّتِي". رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٤) وَالنَّسَائِيُّ) (٥). [صحيح]

قوله: (أعتم) قد تقدم الكلام عليه.


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٣٦٩)، والبخاري رقم (٥٦٠)، ومسلم رقم (٦٤٦).
(٢) "القاموس المحيط" (ص ٧٢٣).
(٣) زيادة من (جـ).
(٤) في "صحيحه" رقم (٦٣٨).
(٥) في "سننه" (١/ ٢٦٧).
قلت: وأخرجه أحمد (٦/ ١٥٠)، والبيهقي (١/ ٣٧٦، ٤٥٠)، وعبد الرزاق في "المصنف" رقم (٢١١٤)، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>